الإكسرخوس الرسولي فادي بو شبل
وقفت أمام صليبك ربّي متسائلًا: كيف يُصلب الملك؟
كيف يُعلّق على الصليب من علّق الأرض على المياه؟
كيف يتألم ويموت من كان به كل شيء ومن دونه ما كان شيءٌ ممّا كان؟
هو يسوع شافي المرضى، مشبع الجائعين، نور العميان، غافر للخطأة، مقيم الموتى.
هو يسوع الذي أحبّني وبذل نفسه من أجلي، كما قال بولس الرسول.
أمامه أشعر بأنني مع بطرس أردّد: «تباعد عني يا ربّ، فأنا رجل خاطئ!».
أسمعه بحنان لا مثيل له يهمس في قلبي: هل الأصحّاء يحتاجون إلى الطبيب أم المرضى؟
فأجيبه: من أنا لأكون من شعبك؟ حينذاك، يجيبني: لا تسأل نفسك: من أنا؟ بل اسألني من أنت؟
اسمع يا بنيّ، أنا من أرسلني الآب لكي تكون لك الحياة وتكون لك وافرة.
أنا من أتيتُ لأَخْدُم لا لأُخْدَم.
أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية.
أتيت لأعلن لك أنك أنت أيضًا ابن الله كما أنا.
أتيت لأملأ حياتك من حضوري الإلهي، وأعطي معنى لألمك وحياتك.
ربّي وإلهي، أنا أؤمن بك إيمان بطرس، وأعشق حضورك مثل يوحنا، وأودّ أن أستقبلك في كياني مثل العذراء.
ربّي، أسألك لماذا يموت الأبرياء؟ لماذا الحرب ضد الكنيسة؟ لماذا، وألف لماذا؟…
يدهشني صمتك…
انظر يا بنيَّ إلى الصليب، فتهون عليك كل الصعاب.
انظر وتأمّل، فتفهم كل شيء.
لكن تذكّر أن النهاية ليست للجمعة العظيمة إنما لفجر القيامة.
تذكّر أنك كلما عُلّقت على صليب، ستكون أمّي بقربك، كما كانت بقربي.
تذكّر أنك إن مُتَّ معي، ستحيا معي.
ربّي… أشكرك، أحبّك، أسجد لك لأنك بصليبك المقدّس خلّصت العالم.
مع بولس الرسول أهتف: «لقد حكمت على نفسي أن لا أعرف إلا يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا لأنه إنجيل المحبّة المفتوح دائمًا وأبدًا».