الإكسرخوس الرسولي فادي بو شبل
4 آب…
إنّه يوم التضامن مع أهالي الضحايا الذين سقطوا نتيجة الإهمال والفساد وعدم المسائلة.
إنّه يوم الصلاة لراحة أنفس الضحايا من كل الطوائف والمذاهب والمناطق والعائلات.
إنّه يوم الحزن على وطن صار الإنسان فيه مذلولًا ومقهورًا ومصابًا بكل أنواع الإحباط.
إنّه يوم الدماء التي سالت على أرض العاصمة بيروت كما من قلوب العائلات المنكوبة.
إنّه يوم دموع الأمّهات والآباء والإخوة والأخوات وكلّ إنسان تألّم فعلًا لهذا المشهد المروّع.
إنّه يوم الأسف والحزن على من زعم بأنّه زعيم، ورَأَسَ كأنّه رئيس، وحكم كأنّه حاكم.
اليوم ليس لديّ الوقت لأخبر عن تخاذل المسؤولين، وتقاعس من بيدهم زمام الأمور، وهم بلا شكّ على معرفةٍ بكل شاردة وواردة في هذه الحادثة النكراء.
اليوم لن أسمح لنفسي بأن أتكلم عن المستفيدين من هذه الفاجعة، وما أكثرهم على كلّ المستويات، ولا سيّما السياسيّة والاجتماعيّة والماديّة، ويا للأسف…
اليوم فقط أودّ أن أنحني على أرض المرفأ وأقبّل التراب المجبول بدماء ضحايانا.
اليوم لي رغبة واحدة، وهي أن أعانق بمحبّة المسيح كلّ إنسان (أخ أو أختٍ) متألّم ومجروح ومظلوم.
اليوم هو يوم للصلاة بصمتٍ لأجل الضحايا وأهلهم على الرغم من صرخة الوجع والألم والحرقة المحقّة.
اليوم حبّذا لو كان صمتنا مدوّيًا لعلّ المسؤولين في بلدنا يسمعون ولو لمرّة واحدة صوت ضميرهم.