باسمة بو سرحال
باسم الحبّ الإلهي، جمعتُ حبيبَيْن تحت سقف واحد، ومنحتهما سرّ الزواج المقدّس، فاقترفت أيدي المبغضين بجسدي أبشع أنواع التعذيب إلى أن نلتُ إكليل الشهادة. أنا القديس فالنتين، وهذه قصّتي مع الكنيسة.
———————————————————-
فالنتين، ملهم الأحبّاء، وُلِدَ في مدينة تيرني الإيطاليّة في القرن الثالث. اعتقله الإمبراطور الروماني كلاوديوس الثاني في فترة اضطهاد المسيحيّة لأنّه كان أسقفًا وزوّج المسيحيين المتطلّعين إلى الرباط المقدّس سرًّا. فخالف بذلك أوامر الإمبراطور القوطي الذي منع الزواج باعتباره السبب الرئيس وراء عزوف الشباب عن الخدمة العسكريّة.
حين علم الامبراطور بما يفعله فالنتين، أعطى الأمر باعتقاله وزجّه في السجن حيث ظلّ يمنح الراغبين بالارتباط سرّ الزواج المقدّس. عندها، أمر بتعذيبه ورجمه بالحجارة إلى أن قُطِعَ رأسه، فأسلم الروح في النصف الثاني من القرن الثالث.
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار القديس فالنتين في تواريخ مختلفة، منها 14 شباط من كل عام، طالبةً شفاعته من أجل تعزيز المحبّة الحقيقيّة بين الأزواج وتثبيتهم في الإيمان المسيحي.
3 ورود من القديس فالنتين
سيرة القديس فالنتين عابقة بالقيم والعبر، أبرزها ثلاث، شبيهة بورود زُرعت في دربه، وهو يهديها إلى الأحبّاء الصادقين والملتزمين بالحبّ حتى الرمق الأخير:
🌹 وردة الحبّ الإلهي: أحبّ فالنتين المسيح حتى بذل نفسه من أجل سرّ الزواج المقدّس، معلّمًا المؤمنين أنّ الحبّ الحقيقي ينبع من الله، ويثمر في العطاء والتضحية.
🌹 وردة الإيمان الثابت: على الرغم من الاضطهاد والسجن، ثبت فالنتين في رسالته، ولم يتخلَّ عن إيمانه، مذكّرًا الأحبّاء بأنّ الإيمان هو النور الذي يبدّد ظلام العالم.
🌹 وردة الأمل السرمدي: لم يكن استشهاده نهاية، بل بداية حياة مجيدة في السماء، حيث بقيت ذكراه تنير القلوب وتُلهم الأحبّاء ليبنوا حياتهم على أسس الإيمان والمحبّة والوفاء.
فالنتين، شهيد الحبّ والإيمان، يقدّم لنا اليوم ثلاث ورود تُزهر في القلوب، وتُثمر في الحياة، وتُعبّد الطريق إلى الحبّ الحقيقي.
———————————————————-
أيها القديس فالنتين، أشعل في قلوبنا نار الحبّ الحقيقي، فيزيد عشقنا ليسوع المسيح الذي مات من أجل خلاصنا، هو القائل: «بِهَذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي، إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ» (يو 13: 35).