غيتا مارون
تبارك الله في قديسيه الذين يعبّرون من خلال سيرتهم الطاهرة والمعجزات التي تُجترح بشفاعتهم عن حبّه اللامتناهي للبشريّة، ولا سيّما القديس شربل مخلوف الذي فاح عطر قداسته في لبنان والعالم.
سكب مار شربل نعم السماء على المؤمنين، وأصبح عابرًا للقارات ومكرّمًا في غالبيّة البلدان، وانتشرت أقوالٌ كثيرة منسوبة إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فما موقف الكنيسة منها؟
تعترف الكنيسة المارونيّة بأن الكلمات التي قالها القديس شربل جُمعت في كتاب “كلمات شربل” للأب بولس ضاهر، والذي يضمّ عبارات قالها مار شربل، نقلًا عن رهبان عرفوه، ومجموعها حوالي 25 جملة.
إليكم الجمل التي قالها القديس شربل، وفق كتاب “كلمات شربل” (الأب بولس ضاهر، منشورات دير مار مارون-عنايا):
1- قال شربل الفتى لبقرته في المرعى: “هلق يا بقرتي ارتاحي تكون كمّلت صلاتي. الله أبدى منك”.
2- قال شربل لوالدته عندما أتت تزوره في الدير من دون أن يراها: “إن الله راد، بكرا منشوف بعضنا بالسما”.
3- قال شربل لجماعة من بقاعكفرا جاؤوا يزورونه طالبين نصيحة لخلاصهم: “إذا بدكن تخلصوا بسهولة، تعبّدوا لمريم العدرا. هي قديرة تخلّص اللي بيتعبّدلها”.
4- قال شربل لناس من قريته دعوه إلى زيارتهم في بقاعكفرا، بعد رسامته كاهنًا: “الراهب اللي بيروح ع ضيعتو وبيرجع ع الدير، واجب يترهّب من جديد”.
5- أرسل رئيس الدير يقول للأب شربل، وهو على المذبح، أن يوصي بأن يوم خميس الصعود بطالة، فأجاب شربل: “مطرح اللي بيبطّلوا بيوصّوا”.
6- كان شربل يعمل في الحقل بعيدًا عن الأخ بولس المشمشاني الذي سمعه يصرخ، فأسرع إليه، وسأله: “ما بك؟ قل لي!” فأجابه: “إجتني تجربة وضايقتني”.
7- طلب الأب شربل زيتًا لسراجه، فملأه خادم الدير ماءً، وحمله إلى غرفته… اشتعل السراج المملوء بالماء ليستغرق شربل في الصلاة التي تجمعه بمعبوده الإلهي (الأعجوبة الأولى التي اجترحها المسيح في حياته).
8- أضاع ضيفٌ في الدير كيس تبغ، فقال له أحد الرهبان مازحًا: “أخذه الراهب الذي يعمل في باحة الدير”. فجاء الضيف إلى مار شربل ليطالبه به، فأجابه: “شايف ع الصخر بهالحوش؟ إلو زمان هون وما حدا أخدو”.
9- في أحد الأيّام، خطر للأب روكز حنّا أن يقول للأب شربل مازحًا: “لقد نفد الحطب، فارتأينا أن نطرحك في الأتون وقودًا”. عندئذٍ، سجد الأب شربل قائلًا: “الله يقدّرني ع الطاعة”.
10- سأل رئيس الدير الأب شربل: “هل تميل إلى المبتدئين أبناء قريتك أكثر من سائر الإخوة ولو ميلًا باطنيًّا؟” فأجاب: “لا. ما بيميل لَيُن بالباطن ولا بالظاهر. كل الإخوة عندي سوا”.
11- سأل شربل الأب مكاريوس في خلال عمل الرهبان في الكرم، قائلًا: “يا خيّي، كم جوز بقر عم يفلحوا بهالكرم؟”
12- جاء ناس من أقارب الحبيس يحملون نذرًا للمحبسة. رفض شربل أخذه، لكنه قال بعد إلحاحهم: “حطوا النفر ع الرفّ”.
13- أتى أربعة رجال بشاب مجنون من قرية إهمج إلى المحبسة. أمره الحبيس شربل بأن يدخل الكنيسة، وقرأ فصلًا من الإنجيل على رأسه، فشفي، وتوجّه إليه بالقول: “فوت ع الكنيسة… ركاع نصب… تكتّف”.
14- نسي الإخوة أن ينادوا شربل الذي كان منكبًّا على العمل في الكرم لينضمّ إلى الغداء… مرّ به رئيس الدير، وسأله: “تغدّيت يا أبانا الحبيس؟” فأجاب: “بعد ما حدا ندهني، يا معلّمي”.
15- كتبت الراهبة مجاهدة الخياسي إلى الحبيس تطلب منه أن يرسل إليها بركة، فأجاب: “طالبي بركة ودخيرة؟ بركة مار بطرس وبولس تحلّ عليكي”.
16- قال الحبيس لخادم المحبسة بعدما تأخر في المجيء كي يخدم القداس: “رحت وما عدت رجعت تخدملي القداس”.
17- أُرسل الحبيس شربل ليصلّي من أجل شفاء مريض في فتوح كسروان، وعرف في منتصف الطريق أن المريض انتقل إلى الحياة الأبديّة، فسجد رافعًا الصلاة، وقال لرفيقه: “المريض مات. ما عاد في لزوم كمّل دربي معك”.
18- بعد عودة الحبيس من رحلته نحو كسروان، سأله الخوري مخايل أبي رميا: “خبّرنا، يا بونا شربل، عن رحلتك”، فأجاب: “رحت من هون رايح وجيت من هون جاه”.
19- طُلب من الحبيس الاهتمام بحراسة الكرم ليلاً، فدخلته الثعالب والتهمت العناقيد. في اليوم التالي، غضب الأب مكاريوس من تصرّفه، وقال له: “كيف تركت الثعالب تخرب الكرم؟” فأجاب: “لقيتن جيعانين. تركتن ياكلولن حبّتين”.
20- أتى زائر يقدّم حسنة قداس إلى الحبيس الذي يحمل الحطب على ظهره، فرفض قبولها. بعد إلحاح الزائر، مدّ الحبيس يده وأخذ الحسنة، وأبقاها ممدودة إلى أن وصل الأب مكاريوس، فقال له: “خدلك هودي”.
21- طلب الحبيس منديلًا من رئيس الدير، فقال له الأخير: “لديك مناديل كثيرة في المحبسة، لماذا لا تأخذ منديلًا منها؟” فأجاب: “ما بيجوز آخد شي من دون إذن”.
22- أتى أخو الحبيس يزوره، وقرع الباب. مضى شربل إلى رفيقه الأب مكاريوس، وسأله: “خيّي ع الباب، بتسمحلي إفتحلو؟”
23- جاءت وردة ابنة أخيه حنا، بعد وفاة والدها، تطلب منه أن يترك لها حصّته من الميراث، فقال: “خيّي السنة مات؟ أنا متت من وقت ما تركت بقاعكفرا. الميّت لا بيُورت ولا بيورّت”.
24- في كرم المحبسة، كان رفاق شربل يعملون، فانسلّت حيّة رقطاء بين الشعاب صافرة، وراحت تطاردهم محاولة الوثوب على أحدهم… دعاه الجميع مستغيثين: “عجّل يا بونا الحبيس!” دنا شربل من الأفعى بخطوات ثابتة ووجه مطمئن. رفع يده، وقال بلهجة الواثق من نفسه: “روحي من هون”، فأطاعت الأفعى فورًا وغادرت بهدوء.
25- ردّد شربل هذه الكلمات في نزاعه: “أبُا دقُوشتُا” (يا أبا الحقّ).