خير عون
أنا وشموعك في صلاة وبكاء وسجود
في قلب هذا البركان المتأجّج بالحقد والكراهية.
جفّت القلوب ولم تجفّ دموع أهلنا وأمّهاتنا،
التقطتها “ترابات” لبناننا، وأزهرت نفوس شهدائنا
براعم قمح وشهادة في قلب الربّ،
وأرضنا قطعة سماء يعبث بها الأشرار،
لكن مَنْ مثلك يا ربّ؟!
فرحمتك أكبر من كلّ أنانيّة وتسلّط ونفوذ.
ها هم قدّيسوك يعبرون من قلب إلى قلب،
يصغون ويستمعون إلى تمتمات إنسان
في حكم الموت،
تمسحه يداك بميرون الصحّة والعافية والسلام.
هي لمسة مار شربل على وجهي
تمسح دموعي…
نعم! أؤمن برحمتك يا ربّ،
وأثق بها وبقدرتك الفاعلة في قدّيسيك!
أيّها القربان الشهيّ!
يا طعام الملائكة،
أطعمتنا ذاتك،
وبقيت معنا في القربان…
ألم تكن مسكن شربل
في عتمة ليله وتجاربه وحروبه؟!
ألم ينتصر بنور صليبك
مرتفعًا نحوك،
باسطًا يديه يناجيك؟
يا أبا المراحم، ارحمنا وخلّصنا
بشفاعة أمّنا مريم.
يا مريم، ارحمي عالمنا ولبناننا وعائلاتنا
بثوبك الطاهر وسبحتك وحنانك الأموميّ.