كلود حداد
ولد جان أود في ريف النورماندي الفرنسيّة في العام 1601. جسّد الإنجيل في حياته منذ نعومة أظفاره، مستفيدًا من تعاليم والده الدينيّة، وأصبح كاهنًا في العام 1623.
اعتبر جان أود الذي عُرِفَ بعمله في حقل الربّ وتبشيره الرعوي وكتاباته أن الرحمة هي حمل بؤس الآخرين والانطلاق إلى العمل. كان هدفه الأساسي مرافقة المتألّم والبائس، والاهتمام باحتياجاته وإعطائه الفرصة والوقت لكي يتماسك مجدّدًا ويقف على رجليه، وقال إننا بحاجة إلى كمٍّ هائلٍ من الحبّ لشفاء انكسارات النفس وتضميد جراحات الجسد.
لمّا ضرب الطاعون منطقة فرينيي الفرنسيّة في العام 1627، حمل الكاهن جان أود القربان المقدّس في علبة صغيرة وانطلق لمناولة مرضى الطاعون يوميًّا. أجبره خوف السكان من العدوى على النوم في برميلٍ خارج سور المدينة، لكنّه رغم اختلاطه بالمصابين لأسابيع عدّة، لم يُصَبْ بالمرض وأكمل رسالته، فحسب قوله، يسوع لن ولم يتخلَّ عن المصابين على الرغم من تخلّي الناس عنهم.
أيقن أن الحياة هي مكانٌ للقاء يسوع المسيح، فعمل بلا كلل في رسالته الرعويّة، وكرّس نفسه لتدريب الكهنة على التبشير والوعظ، وأسّس رهبانيّة المحبّة لإيواء النساء الضالات ومساعدتهن، والتي أصبحت لاحقًا بفضل القديسة ماري أوفرازي رهبانيّة «سيّدة المحبّة للراعي الصالح».
كان محور حياة جان أود عبادته قلبَي يسوع ومريم، فكتب الكثير حول عقيدة القلب الذي يرى في يسوع تجسّدًا لرحمة الآب نبع المحبّة الأزلي.
رقد في الربّ في 19 آب 1680، وأعلنه البابا بيوس الحادي عشر قديسًا في 31 أيّار 1925.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد القديس جان أود في 19 آب من كل عام، طالبةً شفاعته كي تجسّد الرحمة الإلهيّة في حياتها على مثاله.