ولدت تقلا نحو العام 20 في مدينة أيقونية، وترعرعت في كنف عائلة مؤلفة من والدَيْن وثنيَّيْن وغنيَّيْن.
كانت جميلة وذكيّة ومثقّفة. خُطِبت لشاب لا يقلّ عنها شرفًا وجاهًا.
عندما مرّ بولس الرسول في مدينة أيقونية نحو العام 45، سمعته تقلا، فأعجبت بتعاليمه واستنار عقلها بنعمة الله.
وبعدما تفهّمت التعاليم الإنجيليّة، اعتمدت ونذرت بتوليّتها لله، وعكفت على الصلاة والتأمّل.
سألتها والدتها عن هذا التبدّل في حياتها، فأجابتها: إنّه ثمن اعتمادها بالماء المقدّس وإيمانها بالمسيح الذي نذرت له بتوليّتها. فغضب أهلها وخطيبها وأخذوا يقنعونها بالكفر، لكنها لم تسمع لهم.
شكتها أمّها إلى حاكم المدينة، فأخذ يتملّقها، لكنها لم تأبه لتهديداته، ما جعله يأمر بإضرام النار ليرميها فيها، فرَمَت تقلا ذاتها في هذه النار مسرورة إلا أنّ الله حفظها إذ نزل المطر وأطفأها، وسلمت تقلا، فتركت بيت أبيها ولحقت بالقديس بولس ورافقته في أسفاره حتى أنطاكية حيث بقيت تبشّر بإنجيل المسيح.
علم بها والي أنطاكية، فأمر بطرحها للوحوش عارية إلا أن الله ستر عريها ولم تؤذها أبدًا، فأعادها الوالي إلى السجن.
وفي اليوم التالي، رُبطت إلى زوج من الثيران المخيفة. كادت تقلا تموت ألمًا لكن العناية الإلهيّة خلّصتها، فأفلتها الثوران.
حار الحاكم في أمرها، وألقاها في هوّة عميقة مملوءة حيّات سامّة، فلم تؤذها. دُهِشَ الجميع وذُهِلَ الملك، فاستدعاها وسألها عن سرّ نجاتها من هذه المخاطر. أجابته: “أنا أمة الإله الحيّ… أنا خادمة يسوع المسيح ابن الله الحيّ. هو وحده الطريق والحقّ والحياة وخلاص النفوس”.
أطلق الوالي سراحها أمام الجميع، فعادت حرّة سالمة، وأعلمت القديس بولس بكل ما جرى لها، فمجّد الله معها.
ثمّ، أخذت تبشّر في مدينتها وفي القلمون ومعلولا وصيدنايا في سوريا.
ماتت تقلا بعمر 90 عامًا ودُفِنت في سلوقية، وأضحى قبرها نبع نعم وبركات.
تحتفل الكنيسة بتذكار القديسة تقلا في 24 أيلول من كل عام، وتعتبرها أولى الشهيدات لأنها احتملت ميتات كثيرة على الرغم من أن دمها لم يُسفك، طالبة شفاعتها من أجل الثبات في الإيمان وسط الآلام والاضطهادات والصعاب.