بعد أهوال الحرب العالميّة الأولى، أرادت الكنيسة أن تذكّرنا بأن يسوع هو الملك الوحيد، “ملك الملوك وربّ الأرباب” (رؤيا 19: 16)، فحدّد البابا بيوس الحادي عشر في 11 كانون الأوّل 1925 عيد يسوع الملك في الأحد الأخير من شهر تشرين الأوّل.
يسوع الملك… حلم حقّقه الطوباوي الكبّوشي
في عيد “يسوع الملك”، لا بدّ من التوقّف عند تاريخ تمثال يسوع الملك الذي يرتفع على التلّة المدعوّة “خرائب الملوك” المطلّة على نهر الكلب في لبنان حيث كان يقف الطوباوي الأب يعقوب الكبّوشي أمام رسوم الحكّام الأجانب الذين حكموا لبنان وكتاباتهم، متمنّيًا أن يكون لملك الملوك تمثالًا يعلو فوق كلّ الأحكام الأرضيّة.
قرّر الطوباوي الأب يعقوب الكبّوشي بناء تمثال المسيح حارسًا قويًّا يبسط يديه ليحتضن لبنان ويحميه من كل الشرور.
في العام 1950، تمّ شراء الأرض وبوشر بناء الدير ليقام فيه القدّاس الإلهي الأوّل في عيد يسوع الملك في الأحد الأخير من شهر تشرين الأوّل 1951.
بعد انقضاء عام، ارتفع تمثال المسيح الملك الذي هندسه الفنان الإيطالي إرنستو باليني على قاعدة ترتفع 57 مترًا عن الأرض بعدما نُقل من إيطاليا إلى لبنان، تمثال يزن 75 طنًّا، ويعلو 12 مترًا، وتزن كل يدّ من يديه المفتوحتين 5 أطنان.
يذكّرنا تمثال يسوع الملك بأن يسوع المسيح هو وحده الملك الحاضن الجميع بمحبّته اللامتناهية، فإن “ملوك الأرض يدفعون حياة عبيدهم إلى الموت ليصونوا حياتهم، أما يسوع فقد مات فداءً عنّا”، وفق ما قال الطوباوي الأب يعقوب الكبّوشي.