آمال شعيا
في هذا المساء، ليلة عيدك يا قديس كفيفان، جلست في أحضان صمتي، أبحث عن سرّ نورانيّتك، أحاول أن أترقّب كيف تجلّت حكمة اللّه في حياتك، فعلّني أدرك كنه العبور نحو اللامحدود… وإذ فجأة، أسمع صدى صوتك يتسلَّل إِلى داخلي، وأنتَ تُردِّد عبارتك الآتية: “الشّاطر يلّي بخلّص نفسو”…
فرُحْتُ أتساءل: أَيُّها المعلّم، عن أيّ شاطر عساك تتحدّث؟ وكيف يتحقّق الخلاص الحقيقي في هذا الزّمان المفعم بالتّحدّيات؟
ولكن، أَيُّها المعلّم، رحت أغوصُ أكثر في صمتي، أتأمّل في مشهد عبورك على هذه الأرض الفانية، فأبصرت بنور بصيرتي، كيف أَمَّنَك اللّه على القليل، فكنت أَمينًا على الكثير، حين أصغيت إِلى كلمته بقلبك وروحك، فأشعلت نيرانها في فعل المحبّة، والتّجرّد عن كلّ ما هو مزيّف، فَفَاحَ عطر بخورك في كلّ المسكونة ليشهد على قداستك…
فكيف أتساءل بعد الآن، عن أيّ شاطر تتحدّث!… وأنتَ من تَتَلْمَذَ على يديك حبيس عنايا… فكلّ ما أطلبه منك، أنْ تَتَّحد معنا في الصّلاة، كي نتمكّن من دحرجة حجر “الأنا” المسيطر على عقولنا، فينهمر عندئذٍ الحبّ النّقيّ، كزخّات المطر، تروي أرضنا العطشى لماء الحياة، ونتذوّق طعم القيامة…