الخوري جوزف سلّوم
يا إلهًا لا يشبه أحدًا إلا ذاته
يا إلهًا كائنًا قبل الدهور وبعدها
واسمه “لا مثل له”…
يا إلهًا يسكن في الرحابة والسعة والملء،
لا تسعه الأمكنة والمساحات بل هي له، وكلّها فيه،
هو مدى أنظارنا ودهشة أحلامنا وآفاق رؤيانا
هو كلّ ما يرى وما لا يرى…
يا إلهًا معه البدايات، وإليه مرمى كلّ النهايات،
الماضي في ذاكرته، والمستقبل في تدبيره، والحاضر أبديّته،
والزمن سرّ يبحث عنه،
وقد علمت وأدركت سرّه
أن ضابط الزمن ومنظّمه لا يحبّ أن نعطيه جزئيّات من هذا الزمن…
لك الكلّ، كلّ زمني، يا سيّد الكلّ والزمن…
يا إلهًا
يتوجّه إليه قلبي، يركع ويصلّي…
يناديك، يناجيك، أعطني يا إلهي ما يفضل عنك…
أعطني يا إلهي ما لا يطلبه الآخرون،
لا أسألك راحة وطمأنينة،
ولا شفاء للنفس والجسد…
ولا ألتمس منك غنى وخيرات،
ولا حاجة إلى الشهرة والنجاحات،
ولا أتوسّل إليك ملتمسًا نعمة الصحّة،
ولا أفراحًا دهريّة…
فكلّ ذلك تطلبه الأمم،
أنا يا سيّدي كلّ هذا وما زاد عليه
لكنني أطلب واحدة: أطلب منك ملكوتًا!
يا إلهًا
يسمع صرختي وتضرّعي،
أعطني ما يفضل عنك، ما تبقّى في معجنك،
وفي خوابيك، وفي سراجك، ومن فيض أنوارك ونعمك
أعطني شجاعة وصبرًا لأثابر على صلاتي…
أعطني قوّة ورجاء لأقبل ببقايا عطاياك…
أعطني إيمانًا وحبًّا لأرى في ما يفضل عنك
كنزًا لحياتي، بركة لأيّامي، اكتفاءً لرغبتي، شبعًا لجوعي،
غنًى لفقري، وملئًا لفراغي، ومعنى لوجودي…
شكرًا لك يا إلهًا، عرفت أن ما تبقّى وفضل لديه
هو كلّ الحبّ…
يا إلهًا لا مثل له… أعطني ما تبقّى لديك!