غيتا مارون
“منذ عشرين عامًا، جبل الله فتاة من حفنة تراب، ووهبها الحياة ودعاها إلى العمل بمشيئته”. بهذه الكلمات، عرّفت إليونور موسى عن نفسها، معربة عن سعادتها بمعنى اسمها “الله نور”.
“كنت قريبة من الله منذ نعومة أظفاري، واختبرت أن يسوع هو حياتي كلّها، وعشت محاطة بأصدقائي القديسين.
لقد تدخّل الربّ في اختياري اختصاصي، ووجّهني إلى الطبّ حتى إنني أستشهد بقول للعالم الفيزيائي أينشتاين: إن القليل من العلم يأخذك بعيدًا عن الله والكثير منه يأخذك مباشرة إليه…
في المجال الذي اخترته، وجدت الله الذي أمجّده دومًا من خلال عملي.
عندما أتضايق، ألجأ إلى الصلاة وأتواصل مع الله الذي بنيت علاقة صداقة مميّزة معه، مستمدّة القوّة منه.
باتت الطبيعة المكان الذي أجد فيه راحتي؛ وضعتُ صليبًا خشبيًّا قرب الكنيسة، وبتُّ أقصده من دون معرفة أحد، وأقضي حوالي 4 ساعات أتحدّث إلى يسوع والقديسين، قائلة: اجعل هذه الصعوبات طريقي إلى قلبك كي أروّض نفسي وروحي، فأصل إليك”.
الصليب واختبار القيامة
وتخبر إليونور: “في الثانية عشرة من عمري، تعرّضت للتنمّر والاستهزاء، وواجهت صعوبة في التعلّم حتى إنني لم أستطع أن أحفظ دروسي كما يجب.
في تلك الفترة، كان الله موجودًا في حياتي، يُمسك بيدي ويسير معي. عندما كان الزملاء يحاولون توجيه كلمات مؤذية إليّ، أستمدّ قوّتي من الربّ وأرفع قلبي إليه، قائلة: يا ربّ، أنا لا أتعرّض للأذيّة. أعرف أنه مجرّد كلام لكنني أطلب منك أن تسامحهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون، ويجهلون أن كلامهم سيؤذيهم ولن يؤذيني.
الحمد لله، مرّت هذه الفترة على خير، ولم يتركني الربّ أبدًا بل كثّفت صلواتي ولجأت إلى القديسين لطلب شفاعتهم، وأيقنت في قرارة نفسي أن صليبي سيوصلني إلى اختبار القيامة والفرح… تأمّلي القربان المقدّس مدّني بالقوّة أيضًا”.
مفتاح السلام الداخلي
وتقول إليونور: “عندما يتهدّم كل ما من حولك لكن قلبك يظلّ مفعمًا بالإيمان والثقة بأن الربّ سيتدخّل في الوقت المناسب ويختار الطريقة المناسبة، عندئذٍ، تختبر السلام الداخلي.
قال يسوع في إنجيله: تأمّلوا طيور السماء. إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع في مخازن، وأبوكم السماويّ يقوتها. ألستم أنتم بالحريّ أفضل منها؟ (مت 6: 26).
لماذا أقلق في حين لديّ أب إذا أخبرته بألمي، يأتي إلى نجدتي فورًا؟! هذا هو السلام الداخلي أي عدم القلق بشأن اليوم والغد. عش اللحظة، واجعل لحظات حياتك تمجيدًا لاسم الربّ ومحبّة تنشرها في العالم.
لقد ترك يسوع لنا السلام، قائلًا: سلامًا أترك لكم. سلامي أعطيكم. لا كما يعطيه العالم، أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب. (يو 14: 27).
أعطانا الربّ سلامًا لا نهاية له! السلام الأرضي فانٍ. السلام السماويّ أبديّ!
علينا تجديد هذا السلام بواسطة الروح القدس، الروح المُجدِّد؛ عندما أطلب مساعدته، يأتي لنجدتي. أثق بأن الروح القدس سيساعدني ويقوّيني ويجدّد سلامي، هامسًا في أعماقي: لا تخافي. يسوع قربك ولن يتركك. الله والدك ولن يتركك.
حينئذٍ، أشعر بالطمأنينة والتعزية وتجديد السلام والفرح، فأنهض من جديد وأشكر الله وأكمل حياتي.
إن السلام الداخلي مُعدٍ إذ يمكن للجميع أن يروا في وجه من يختبره صورة الله والسلام الذي يريحه، ناقلًا هذه الرسالة المهمّة: الله قادر على كل شيء”.
نقش اسمي على كفّ يده
وترفع إليونور الشكر إلى الربّ قائلة: “أحمد الله لأنه نقش اسمي على كفّ يده قبل إنشاء العالم. إنه يحبّني كثيرًا.
أشكره على نعمة الحياة، وسماحه بوجود الصعوبات التي أستعملها كي تكون طريقي إليه، فتتحوّل بمساعدته من سلبيّة إلى إيجابيّة وتشكّل طريقي إلى الملكوت واللقاء بوجهه، وأشكره على كل يوم يعطيني إيّاه هديّة وفرصة جديدة كي أتوب وأجدّد إيماني وثقتي به، وأشكره على شمسه التي يشرقها عليّ في كل يوم جديد”.
