شربل غانم
“انظروا إلى الأجيال القديمة، وتأمّلوا: هل توكّل أحدٌ على الربّ، فخزي؟ أو هل ثبت على مخافته، فخُذِل؟ أو دعاه، فازدراه؟” (سي 2: 11-12).
إن حياتنا هبة من الربّ، ومن اختبر البنوّة يستحق أن يعيش في حضرته وينال بركاته.
نحن نتخبّط في بوتقة الصعوبات والتحدّيات، لكن لنتأمّل في الكلمة وحياة يسوع، واهب الحياة، هو الذي زيّنها بالبركات.
ربما تدعونا الأيّام الراهنة، التي ما زالت جائحة كورونا تسيطر عليها، للعودة إلى الجذور؛ أتذكّر حينما كانوا يقصّون عليّ كيف أن الأهالي والأقارب عاشوا مع بعضهم البعض، كما لو أنهم في منزل واحد، حيث كانت الأمّهات يتشاركن تحضير المؤن… أتذكّر كيف كان الأولاد يلعبون معًا، ويلهون بعفويّة في الحقول… تلك أيّام النعمة والبركة.
قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس: “إنّي، على قدر ما وُهب لي من نعمة الله، وضعت الأساس، شأن الباني الحاذق، ولكن آخر يبني عليه. أما الأساس، فما من أحد يستطيع أن يضع غير الأساس الذي وُضع، أي يسوع المسيح” (كو 3: 10-11).
نعم، لقد اهتزّت حياتنا، لكنني أرى أننا نعيش حالة تنقية لما لنا في هذه الحياة، لنزيل الشوائب كي نعود إلى أساس حياتنا ونبني على أساس متين مُبارك ونُتاجِر بما لنا من وزنات بالتي وهبنا إيّاها الربّ كما قال في إنجيل متى (مت 25: 14-30) مكان ما سُلِبَ منا أو خسرناه.
هلمّوا نعيد بناء العلاقة الشخصيّة الفريدة لكل منّا مع الكلمة ونتّحد بالحياة الإلهيّة كي ننعم بحضور الله ونستحقّ الحياة الأبديّة.