غيتا مارون
حين تُكتَب المشاعر بحروف صادقة، ثمّة رسائل لا يطويها الزمن لأنّها تنبض بالحبّ والإيمان واليقين. على عتبة أيّام من زفافهما، تبادل بييترو وجنّه مولا كلمات صريحة تحمل في طيّاتها أسمى معاني المحبّة والالتزام، حيث تتجلّى مشاعر نقيّة ورؤية مشتركة لحياة زاخرة بالنور والبركة.
بمناسبة عيد القديس فالنتين، يشارك «قلم غار» متابعيه اليوم رسالتين نابضتين بالحبّ، تُنشران باللغة العربيّة للمرّة الأولى، تبادلاهما بييترو وزوجته القديسة جنّه مولا، على مسافة أيّام من زواجهما، بعدما سمحت لنا ابنتهما الصغرى جنّه-إيمانويلا مولا بترجمتهما.
هاتان الرسالتان تعكسان حبًّا يعرف معنى الانتظار، وثقةً تتجذّر في الإيمان، وعهدًا بأن يكون البيت الجديد ملاذًا للمحبّة الإلهيّة والسلام. كلمات هاتين الرسالتين شهادة صادقة على أنّ الحبّ الحقيقي يتخطى حدود العاطفة ليصبح رسالةً مقدّسةً تُسَطَّر بروح التفاهم والتفاني والامتنان.
(جنّه-إيمانويلا مولا) قبل أسبوعين من يوم زفافهما، في 10 أيلول 1955، لامس والدي قلب والدتي بهذه الكلمات:
💌 «يا عزيزتي جنّه… بِيَقِينٍ أنّ الله أراد أن نكون متّحدين، بدأنا حياتنا الجديدة، أنا وأنتِ. في هذه الأشهر، كان كل شيء في حالة تصاعديّة من التفاهم والمودّة. الآن، غدا تفاهمنا كاملًا لأنّ السماء نورنا، والشريعة الإلهيّة دليلنا؛ لأنّ السماء والشريعة الإلهيّة تجدان فيكِ أروع الفضائل وأسمى الخير، وفيَّ الرغبة المتّقدة والفرح العظيم لجعلكِ سعيدةً دائمًا. الآن، حبّنا كامل لأنّنا قلب واحد وروح واحدة، شعور واحد وحبّ واحد، لأنّ حبّنا، القويّ والطاهر، يعرف كيف ينتظر بركة السماء…».
(جنّه-إيمانويلا مولا) أجابته بكلمات جميلة أيضًا:
💌 «… يا عزيزي بييترو، أنا متأكدة من أنّك ستجعلني دائمًا سعيدةً كما أنا الآن، وأنّ الربّ سيصغي إلى صلواتك، النابعة من قلبٍ أحبّه دائمًا وخَدَمَه بطريقة مقدّسة.
بييترو، كم عليَّ أن أتعلّم منك! أنتَ مثال رائع بالنسبة إليَّ، وأشكرك على ذلك.
لذا، بمعونة الله وبركته، سنبذل كل ما في وسعنا كي تكون عائلتنا الجديدة علّيّة صغيرة يملك فيها يسوع على كل مشاعرنا ورغباتنا وأفعالنا.
يا بييترو الحبيب، زفافنا على مسافة أيّام قليلة الآن، وأشعر بتأثُّر شديد لأنّني على وشك نيل سرّ الحبّ. إنّنا نصبح شركاء الله في خلقه، حتى نتمكّن من منحه أطفالًا يحبّونه ويخدمونه…».
إنّ هذه الكلمات النابعة من قلبين متناغمين حتى الرمق الأخير تبقى شاهدة على حبّ نقيّ تأسّس على الإيمان والثقة والاحترام، حبّ ينبض بروح العطاء والرغبة في عيش السعادة المتبادلة. هذه الرسائل تنقل إلينا جوهر الحبّ الحقيقي الذي يسمو فوق الزمن، ويزهر في القلوب المخلصة، ويستمد نوره من بركة السماء. في معانيها، إشراقة أمل ودعوة لحياة متوهّجة بالنعمة والفرح والسلام.