الأب شربل شدياق
في ظلّ سيطرة وسائل الإعلام على تشكيل الأفكار والمفاهيم، يكتسب الفيلم الديني أهمّية كبيرة في التأثير على الجمهور. في الآونة الأخيرة، أشعل فيلم «مريم» Mary الذي عُرِضَ على منصّة نتفليكس موجة من الجدل بين المؤمنين بسبب تقديمه صورة مشوّهة عن شخصيّة مريم العذراء.
أثار فيلم «مريم» على نتفليكس جدلًا كبيرًا بسبب ابتعاده عن التعاليم الكاثوليكيّة إذ ركّز على شكوك مريم ومعاناتها، مغفلًا دورها كأمّ الله الطاهرة، المنزّهة من الخطيئة.
تجاهل عقائدَ رئيسيّة مثل بتوليّة مريم الدائمة وثقتها الكاملة بالله. وأضاف مشاهدَ غير موجودة في الكتاب المقدّس، مثل محاولات إبليس إغواء مريم…
قلّل فيلم «مريم» من أهمّية يسوع، وركّز أكثر على تحدّيات مريم الشخصيّة. وعكس رؤية غير كاثوليكيّة، تُصوّر مريم شابّةً عاديّة اختيرت لدور مميّز، بدلًا من تأكيد قداستها.
5 تأثيرات للأفلام المغلوطة
للأفلام البعيدة عن التعاليم الكاثوليكيّة التقليديّة تأثيرات سلبيّة عدّة، نذكر منها الآتية:
1.تشوّه العقيدة: تعرض صورة غير دقيقة للعقائد الأساسيّة، مثل بتوليّة مريم الدائمة ودورها كأمّ الله، ما يخلق ارتباكًا حول أساسيّات الإيمان.
2.تعزّز رؤية علمانيّة: تركّز على الجانب البشري فحسب، متجاهلة العمق الروحي واللاهوتي لمريم.
3.تضعف الهويّة الدينيّة: تقلّل من فهم الشباب لدور مريم ويسوع في تاريخ الخلاص، ما يضعف ارتباطهم بالإيمان.
4.تشكّك في النصوص المقدّسة: تضيف عناصرَ غير موجودة في الكتاب المقدّس، ما يدفع البعض إلى التساؤل عن صدق النصوص…
5.تهمل محوريّة يسوع المسيح في تاريخ الخلاص.
تجدر الإشارة إلى أنّ فيلم «مريم» من إخراج د.ج. كاروزو، وكتابة تيموثي هايز، وإنتاج ألوي إنترتينمنت ولونا فيلم برودكشنز ولوداسكريبتس وبيتش تري ميديا بارتنرز، وبطولة نوا كوهين (مريم) وشالوم هاروش (يوسف) وأنتوني هوبكنز (الملك هيرودس).
في الختام، يسهم فيلم «مريم» في نشر مفاهيم غير دقيقة قد تؤثر على فهم الأجيال المقبلة لدور العذراء في الإيمان الكاثوليكي. لذا، يبقى من المهم تأكيد ضرورة التمييز بين الفنّ والحقائق الدينيّة لضمان الحفاظ على التعليم الصحيح في الكنيسة.