شربل غانم
قال الله في الكتاب المقدّس: «لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلّط على أسماك البحر وطيور السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض والحيوانات التي تدبّ على الأرض. فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكرًا وأنثى خلقهم» (تك 1: 26-27).
في هذا الصدد، أتساءل: هل يختار إنسان اليوم الله في حياته؟! نحن في عصر التطوّر، والبشريّة في رهان مع الوقت للمضي قدمًا.
لكل عائلة فرادتها ولكل فرد منها دور في مشروع الربّ الخلاصي للبشريّة، وهي جزء أساسي من الأسرة البشريّة التي تُصوِّر ذلك الجسد الواحد ورأسه المسيح.
في حداثتي، تأثرتُ بتلك القلوب المليئة بالحبّ على الرغم من جراحها، وتألمتُ حينما رأيت الانشقاق في العائلات بسبب الاختلاف.
عالم اليوم يعيش حالة ديناميكيّة مستمرة، ويسير الناس في طريقَيْن: الأوّل يختاره كثيرون، والثاني ينتقيه من يحيا بالمسيح. يا له من فرق كبير بين الدربَيْن!
أحزن لرؤية ما يحدث في عالم اليوم المتقدّم إذ ما زال قايين يقتل هابيل، وما زال الخلاف قائمًا بين عيسو ويعقوب أو بين يوسف وإخوته، لكن عزائي يكمن في كلمة الربّ: «لولا أن الربّ القدير ترك لنا بقيّةً من الناجين لصرنا مثل سدوم وأشبهنا عمورة» (أشعيا 1: 9).
في ذاك الدرب الضيّق، تسير نفوسٌ اختارها الربّ لخدمته وتمجيده في حياتها، منهم يسلكون نهج بولس الرسول بعدما لبّوا نداء الربّ، وآخرون يشهدون بأعمالهم لإيمانهم. هنيئًا لأمثالهم، فمنهم فاحت رائحة المسيح العذبة، وكانت عزاءً لهؤلاء الصغار الذين ما زالوا بجهادٍ يحيون ويحملون أولئك المؤمنين في صلاتهم، باذلين حياتهم مُحرقة في سبيل من ساروا على هدى الروح القدس في درب الحقّ والحياة.