الأب بيتر حنا
كثيرًا ما نقع في مغالطة أن الله يرحم التائبين فقط…
إن صحّ أن رحمة الله للتائبين فقط، فهي حينئذٍ ليست عطيّة مجانيّة. وحينها لن يكون الله المبادر، بل الإنسان. وستكون رحمة الله ردّ فعل على توبة الإنسان.
أين قوّة الله إذًا؟
قوّة الله تكمن في أن محبّته ثابتة ورحمته إلى الأبد… نعم، رحمة الله كاملة وللجميع، مجانيّة من دون ثمن ومن دون أيّ شرط.
ما الفرق إذًا؟
الفرق في تلقّي الإنسان لها أي علينا أن نقبل رحمته وأن لا نستغلّها.
علينا أن نستثمرها لنتوب، لا أن نستغلّها لنفعل خطايا أكثر.
التائبون هم الذين يؤمنون برحمة الله وينفتحون عليها (بطرس بعدما أنكر يسوع)، وغير التائبين هم الذين يقسّون قلوبهم ويرفضونها (يهوذا بعدما سلّم المسيح)… فيموتون في الخطيئة.
رحمة الله محفّز للتوبة، وليست نتيجة لها…
تخايلوا أننا مثل الله… نعطي الرحمة للجميع… كيف سيكون العالم؟