غيتا مارون
ريتا عودة، معدّة برامج إذاعيّة وتلفزيونيّة للأطفال على مدى 33 عامًا، تخبر “قلم غار” عن مسيرة لمست في خلالها عناية الربّ الدائمة بها.
“سنين طويلة مضت والربّ معتني بيّ”
“تجلّى عمل الربّ وتدبيره في كلّ مراحل حياتي؛ لم يخذلني الله أبدًا، عندما أطلب حضوره ومساعدته، يتدخّل، ويساعدني، و”بشيلني من تمّ الأسد”. كنت أطلب منه على الدوام أن يهتمّ بإدارة أموري، إن كان في خدمتي ورعايتي لأمي التي عانت على مدى سنين عديدة من المرض قبل رحيلها، أو برنامج “آلو ريتا” الذي دام سنوات طويلة”، تخبر ريتا.
“أردّد ترنيمة “سنين طويلة مضت والربّ معتني بيّ وكل يوم محمول ع الأذرع الأبديّة”، وأشعر بأن الله يعتني بي على الدوام… كان الربّ يرسل إليّ الأشخاص المناسبين في الوقت والمكان المناسبَيْن ليقدّموا لي المساعدة على تخطّي الصعوبات، وكنت أسمّي هؤلاء الأشخاص ملائكة أرسلهم الربّ من أجل القيام بمهمّة معيّنة”.
الغفران هو الانتصار الأعظم
وتقول ريتا: “مررت بصعوبات كثيرة، ولمست حضور الربّ إلى جانبي، لكن ما يؤلمني أنني عندما أقدّم المحبّة الصادقة للآخرين، يطبعون الجراح في نفسي…
في هذه اللحظات، يساعدني الربّ على الغفران، والمسامحة، وعدم ردّ الأذى بالمثل… الغفران هو الانتصار الأعظم، إذ تليه حياة جديدة، وسلام، وفرح، والربّ يكافئ قلبي، ويفتح أمامي أبوابًا اعتقدت أنها أقفلت، ولن تفتح أبدًا!”
الطفل ملاك ومعلّم
وتضيف ريتا: “قدّمت برامج للأطفال على مدى 33 عامًا… الطفل بالنسبة لي هو ملاك ومعلّم؛ تعلّمت منه الفرح بالأمور البسيطة في الحياة، والاندهاش أمام كل ما هو جديد، والشوق من أجل تعلّم أمور جديدة…
رأيت في الأطفال الحبّ الصادق، والعفويّ، والمجّاني؛ هم يحبّون يسوع بصدق، ومن كلّ قلبهم، وأشعر بدهشتهم تجاه أعاجيب الربّ وأقواله، وأختبر كيف أن يسوع الذي لا يرونه هو شخص حقيقي وحاضر في حياتهم، وإلى أيّ درجة يتحلّون ببساطة الإيمان وعمقه في الوقت عينه، فهم لا يفلسفون الأمور، إنما قد يعبّرون بكلمتين عن فكرة، يعجز اللاهوتيّون عن التعبير عنها في كتب ومقالات… تأثّرتُ بهذه الصفات التي يتمتّع بها الأطفال، إذ علّمتني الكثير، وساعدتني لأكون أكثر قربًا من يسوع، وأتحدّث إليه ببساطة وحبّ صادق”.
أشكر الربّ على حضوره الدائم إلى جانبي
وترفع ريتا الشكر للربّ قائلة: “أشكره على كل شيء: نعمة الحياة، وأهلي الذين ربّوني وسبقوني وينتظروني في الحياة الثانية… أشكره على رفاقي، وأصدقائي، وكل من التقيتهم، ومحبّة المحيطين بي.
أشكر الربّ على الرسالة التي سمح لي بأن أخدمه من خلالها، وعلى كل نعمه، والأيام الحلوة والمرّة، والصعوبات والآلام التي مررت بها، والتي سأختبرها في المستقبل لأنها تحوّلني إلى إنسانة جديدة أكثر قوّة، ولأن الربّ حاضر معي، وسيحوّل هذه المشقّات لصالحي بنعمته”…