غيتا مارون
تريزيا الطفل يسوع هي القديسة التي امتلكت مفاتيح الطفولة الروحيّة، ووجدت دعوتها في قلب الكنيسة، فكتبت: “في قلب الكنيسة أمّي سأكون الحبّ… حبّك أزليّ يا إلهي لا يوفى إلا بالحبّ”، وقالت: “كيف لي أن أخاف إلهًا أصبح طفلًا صغيرًا لأجلنا”، واختبرت فرح الربّ: “فرحي يا يسوع أن أحبّك لأن فرحي حبّك”!
وفي مسيرتها التي فاحت بورود الفضائل والنعم، منحها الله نعمة مميّزة بدّلت حياتها في الميلاد المجيد…
ارتداد ميلادي وسباق الجبابرة
إن نعمة الميلاد التي وُهبت للقديسة تريزيا في العام 1886 شكّلت تحوّلًا كبيرًا في حياتها إذ سمّتها “الارتداد التام”، فقد شفيت بالكامل من حساسيّتها الطفوليّة الزائدة، وبدأت سباق الجبابرة، فهي تقول: “في هذا الليل المنوّر، ليل الميلاد الذي يسلّط الأضواء على مباهج الثالوث الأقدس، بدّل يسوع الطفل الصغير الوديع ليل نفسي إلى شلالات من النور وله من العمر بعد ساعة، ومع هذا الليل الذي جعل ذاته فيه ضعيفًا متألمًا حبًّا بي، صيّرني قويّة شجاعة”…
أسرار الطفل يسوع
لقد أحبّت القديسة تريزيا سرّ المذود حيث يبوح لها الطفل يسوع بكلّ أسراره حول البساطة والاستسلام.
وفي إحدى القصائد، تعبّر تريزيا عن اختبارها قائلة: عندما أرى السرمديّ ملفوفًا بأقمطة، أقلع عن حسد الملائكة! أمّاه الحبيبة… قربك مريم أحبّ أن أبقى صغيرة!
ماذا تعلّمنا تريزيا في ليلة العيد؟
مع القديسة تريزيا الطفل يسوع، نتعلّم أن نصغي إلى دعوة الطفل يسوع: تعالوا إليّ! تحلّوا بالتواضع والإيمان والسلام الداخلي… أرسلكم كي تنقلوا الخبر السارّ مثل الرعاة وتبشّروا بحضور الربّ…
كيف نعيش التحوّل على مثال تريزيا؟
“بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئًا” (يو 15: 5)، هذا ما اختبرته القديسة تريزيا الطفل يسوع أي أن الله هو الذي عمل فيها، وأن روحه حوّلها، فعلينا أن نسلّمه حياتنا على مثالها، وندع حبّه ينير دروبنا ويبدّل واقعنا فرحًا وسلامًا وحياة جديدة.