باسمة بو سرحال
قال يسوع المسيح إنّني «أعظم من نبي»، وأنا لستُ أهلًا أن أنحني لأحلّ رباط حذائه. أنا القديس يوحنا المعمدان، وهذه قصّتي مع إلهي.
———————————————————-
بشّر الملاك جبرائيل زكريّا بأنّ زوجته إليصابات ستلد ابنًا يُدعى يوحنا، وسيكون عظيمًا أمام الربّ.
اسم يوحنا يعني «الله يتحنّن» أو «الله الحنّان». منذ طفولته، كان يوحنا مثال الإنسان التقيّ والزاهد. ترك منزل ذويه وتنقّل في البراري، يأكل الجراد والعسل البرّي، ويلبس وبر الإبل.
أحبّه الناس كثيرًا، فقصدوه من كل حدب وصوب. عمّدهم ودعاهم إلى التوبة، مردّدًا: «يأتي بعدي مَن هو أقوى منّي، مَن لستُ أهلًا أن أنحني لأحلّ رباط حذائه. أنّا عمّدتكم بالماء، أمّا هو، فسيعمّدكم بالروح القدس» (مرقس 1: 7).
إخلاصه للكنيسة لا مثيل له. كيف لا، ويسوع معلّمه ورفيق دربه وقد عمّده في نهر الأردن كسائر المؤمنين؟! كما أنّ يسوع أحبّ يوحنا كثيرًا، وقال «إنّه أعظم من نبي» (لوقا 7: 26)، و«لم يَقُمْ بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان» (متى 11: 11).
لم يكن يوحنا على علاقة جيّدة بالحاكم هيرودس أنتيباس بسبب زواجه غير الشرعي من هيروديا، زوجة أخيه فيليبس، فلطالما وبّخه على ذلك لتعدّيه على شريعة الله، ما أزعج هيروديا.
ذات ليلة، أقام هيرودس حفل عشاء كبيرًا في قصره حيث رقصت سالومي، ابنة هيروديا، فأُعجب بها، وطلب منها أن تختار ما تشاء. أسرعت إلى أمّها لتسألها مشورتها. فكان جواب هذه الأخيرة: رأس يوحنا المعمدان على طبق.
لم يردّ هيرودس طلبها، فقطع رأس يوحنا وقدّمه إلى سالومي التي أعطته بدورها إلى والدتها.
استشهد يوحنا، مزدانًا بإيمانٍ قلّ نظيره، وبنِعَمٍ يتوق إليها كل إنسان يرنو إلى القداسة.
تحتفل الكنيسة الجامعة في 29 آب من كل عام بذكرى استشهاد يوحنا المعمدان، وتكرّمه على مذابحها.
———————————————————-
أيها القديس يوحنا المعمدان، نسألك أن تغمرنا بحنانك، وتساعدنا كي لا نخشى النطق بالحقيقة، وتُبعِد عنّا الظلم، فنشهد للحقّ حتى الرمق الأخير.