باسمة بو سرحال
نكرتُ وجود المسيح قبل أن أمجّد اسمه.
أنا مَن مُزِّقَ جسده، وفَكَّكَ الألم أوصاله، دفاعًا عن إيماني، فأُعلنتُ قديسًا. أنا مار يعقوب المقطّع، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
في مدينة لابات في بلاد فارس، عاش القديس يعقوب في كنف عائلة ثريّة مسيحيّة، وكان مُحِبًّا وتقيًّا كمعظم أفراد أسرته.
صداقته بالشاه الفارسي يزدجرد الأوّل (399-425 م.) جعلته يتولّى مناصبَ رفيعة في البلاط الملكي، لكنه راح شيئًا فشيئًا يبتعد عن إيمانه المسيحي، متّجهًا نحو عبادة الأوثان، بعدما فرض الملك على المسيحيين تقديم ذبائح للشمس والكواكب والسجود للأصنام.
جُنَّ جنون العائلة ووقع الخبر على أفرادها كالصاعقة، فأبلغته والدته وزوجته بأنّهما ستقطعان العلاقة معه في حال بقي على نكرانه يسوع المسيح، طمعًا بأمجاد تافهة.
وها هو يعقوب يعود إلى رشده، نادمًا على ما اقترفته يداه، وأصبح جلّ همّه الرجوع إلى كنيسته من خلال تكريس ذاته لقراءة الكتب المقدّسة وعيش تعاليم الإنجيل. أثار تصرّف يعقوب غضب الشاه الفارسي الذي حاول إغراءه بالمناصب والمال، لكنه بقي على موقفه. فأمر الملك بتعذيبه وبتر أعضاء جسده عضوًا عضوًا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وكان ذلك في القرن الخامس.
قال المؤرّخون إنّ ملك الفرس أمر بحرق أجساد الشهداء في كل أنحاء مملكته، فأتى بعض المؤمنين وأخذوا جسد القديس يعقوب وتوجّهوا به إلى أورشليم. ثم أودعوه عند أسقف غزّة بطرس الرهاوي الذي نقل الجثمان معه إلى مصر حيث لا يزال هناك جزء من رفاته في دير السريان في برية شيهيت المعروفة بصحراء وادي النطرون.
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار القديس يعقوب المقطّع في 27 تشرين الثاني من كل عام، وهو شفيع الأمراض الخطيرة.
———————————————————-
يا ربّ الأكوان، أعطنا الصبر كي نتحمّل الشدائد والتجارب، وساعدنا كي نحمل صليبك بفرح، فنسير على خطى القديس يعقوب المقطّع إلى الأبد.