خير عون
سألتُ الروح القدس عن سُكناه،
سألتُ السماء عن ورودها وعبق بخورها.
لِمَن يتزيّن الملائكة ويلبسون الحرير الموشّى بالذهب؟
وكأنّهم يتحضّرون لعرس ملكة، يعملون منهمكين
يُرصّعون تاجها بالماس والزمرّد والياقوت،
بذوق ورهافة حِسٍّ لم تخطر على بال فنّان
ولا صاغتها أيدي إنسان.
ملكتي اليوم على ذراع الربّ طفلة
وشّحها بالطهر والنقاء، ممتلئة نِعمًا.
من رحم السماء أطلَّت الرحمة
في بيت العاقر حنّة ويواكيم الشيخ.
ابتهلت أحشاء الأمّ بضحكات طفلة
ملأت الأرض والسماء ترانيم،
وعلت صلوات شكر من أمّ وأب مجّدا الخالق،
فوصل دعاؤهما إلى قلب الآب.
ها هي طفلتي وأمّي تكبرُ
بالحبّ والقداسة والسلام بين المذبح والهيكل.
أحجار بيتها تركع وتصلّي معها،
وتسجدُ عند أقدامها الكائنات
بخشوع الشمع الساهر للحيّ في القربان.
يا ممتلئة نِعمًا، مباركة أنتِ في النساء، السلام عليكِ!
افرحي يا قبلة السماء ووالدة الإله،
حملكِ طفلةً، وحملته طفلًا ابنًا وإلهًا.
ملكتي وأمّ ملكي، سلامٌ عليكِ في يوم ميلادك.
يا من حملتِ في حشاكِ ربّنا وإلهنا متجسّدًا بيننا،
والخبزة تضجّ بالحياة والدم
من قلبكِ إلى قلبه في قربانة بيضاء.
كلّ الشعوب تطوّبكِ يا عظيمة بين الأمّهات
كلّنا لكِ ولبناننا لكِ.
باسم الآب والابن والروح القدس نعظّمُكِ يا جميلة،
يا أمّنا وأمّ يسوع فادينا ومخلّصنا، رحمة وسلام.