القديسة تريزيا الطفل يسوع
أيّها الإله المحجوب في سجن بيت القربان! إنّني سعيدة جدًّا بعودتي إلى جوارك كل مساء، لكي أشكرك على النعم التي أنعمت بها عليّ، وألتمس غفرانك عن الهفوات التي ارتكبتها في خلال نهار زال لتوّه كالحلم…
يا يسوع! كم كنت سأغتبط لو كنت أمينة فعلًا. لكن، يا للأسف! أنا غالبًا حزينة في المساء، لشعوري بأنني ربما كنت استطعت التجاوب مع نعمك بطريقة أفضل… ولو كنت أكثر اتّحادًا بك، وأكثر رحمة مع أخواتي، وأكثر اتّضاعًا وإماتة لجسدي، لشعرت بمشقّة أقلّ في خلال تأمّلي.
ومع ذلك، يا إلهي! وبدل أن أيأس لرؤية عجزي، فأنا آتي إليك بثقة، متذكّرة أن ليس الأصحّاء بمحتاجين إلى طبيب، بل المرضى (مت 9: 12).
فأتوسّل إليك أن تشفيني وأن تغفر لي. أمّا أنا فسأتذكّر، يا ربّ، أن النفس التي أعفيتها أكثر، عليها أن تحبّك أكثر… فأقدّم لك كل خفقات قلبي كأفعال حبّ وتكفير، أضمّها إلى استحقاقاتك اللامتناهية.
أتوسّل إليك، يا عريسي الحبيب، أن تكون بذاتك المكفّر عن نفسي، وأن تعمل فيّ من دون أن تراعي مقاومتي، ولا أريد أخيرًا أن أملك إرادة أخرى غير إرادتك… وسأبدأ، غدًا، بمعونة نعمتك، حياة جديدة ستكون كل لحظة فيها فعل حبّ وتخلٍّ.
وبعد مجيئي، في كل مساء، عند أقدام مذبحك، سأصل في النهاية إلى مساء حياتي الأخير. وعندئذٍ، سيبدأ، بالنسبة إليّ، يوم الأبديّة الذي لا يغرب، حيث سأرتاح على قلبك الإلهي من صراعات المنفى!