خير عون
حين تستفيق السماء على أناشيد الملائكة
وعزف القيثارات والنايات والصنوج،
ورائحة البخور عابقة في حناياها
وقببها ومذابحها الموشّاة بالذهب
وأشعّة الحرير من السماء إلى الأرض،
احتفاءً بالأمّ السماويّة.
ها هي والدة الإله، ها هي الملكة
متّكئة على حبيبها وابنها وملكها.
ها هو الروح القدس بمواهبه وحكمته
يلملم قطرات الندى السماوي
عن ورود الحبّ الإلهي
يفرشها عند أقدام الملكة.
أمّنا مريم تتألّق بثوبها المرصّع
بالنجوم والصلوات والنوايا
من أرض تعب أهلها من ثقل الصليب،
حتى إن الملائكة عجزوا عن حمل معطف العذراء
المحمّل بهموم العالم وأنين أهل لبنان وآلامهم،
بأسماء شهدائه ودموع أمّهاتهم
يستصرخن قلب الآب رحمةً وسلامًا.
يا ربّ، سترك وعطفك علينا،
لقد خطئنا جميعنا،
لكن رحمةً بمجامر قديسيك وتضحياتهم،
بصلوات من رموا مسابحهم في حضن الأمّ السماويّة،
وبقيت صلبانهم بين أيديهم،
مزيّحة الأرض من مشرقها إلى مغربها.
كلّها لكِ يا مريم! معظّمة أنتِ يا أمّنا!
بحقّ تواضعك وصمتك،
كلمة واحدة تكفي حبيبك،
فتحيا بها نفوسنا، ويزهر لبناننا.
تعبنا يا ربّ!