غيتا مارون
من جنوب لبنان، تبرعم حلم تحويل حياة أصحاب الهمم إلى بشرى حقيقيّة تحمل الفرح وبذور العطاء للآخرين، فتنبض القلوب حبًّا وترقص فرحًا لأنها وجدت ضالتها.
في عيد بشارة مريم العذراء، وُلِدَ مركز يحتضن ذوي الاحتياجات الخاصة في الهلاليّة-صيدا، وحمل اسم «بشارة حياة»، انطلاقًا من رسالته السامية في المجتمع.
بشارة وبشرى
في حديث خاص إلى «قلم غار»، تحدّث المطران إيلي بشارة الحداد، راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك عن رسالة «بشارة حياة»، شارحًا: «أُطلق المشروع في مطرانيّة صيدا للروم الكاثوليك، بالتعاون مع جمّا مارون سليمان. يُعنى المركز بأصحاب الهمم، ويضمّ مشاغلَ حرفيّة تساهم في تنمية مواهب إخوتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتساعدهم للانخراط في المجتمع بطريقة سليمة وديناميكيّة إذ إن تعليم الكنيسة يقضي بالاهتمام بهم، وفقًا للمجمع الفاتيكاني الثاني».
وأكد الحداد أن مركز «بشارة حياة» يحمل بشرى حياة، كما يدلّ اسمه، وبشارة جميلة تعطي ديناميكيّة جديدة لحياة أشخاص نعتبرهم فاقدي بعض ملكات حياتهم الإنسانيّة، لافتًا إلى أن البشرى تصل إليهم عندما نكون إلى جانبهم، ما يعطينا انطباعًا أنهم باتوا قادرين على العطاء أكثر من السابق.
وأوضح أن أصحاب الهمم لديهم بشرى ثانية: براءتهم وصدقهم وقيمهم، معتبرًا إيّاها أجمل هديّة يقدّمونها إلى الإنسان المغمور بالهموم والمشاكل والغيرة والحسد والإساءات.
واستنتج الحداد عبر «قلم غار»، قائلًا: «بشارة حياة» مجتمع نابض بالبشارة والإيجابيّات بينما العالم تغمره السلبيّات.

مستقبل مشرق لأصحاب الهمم
من جهتها، تناولت جمّا مارون سليمان، مؤسِّسة مركز «بشارة حياة» ومديرته العامة، عبر «قلم غار» نشاطات هذا المركز: «في بداية العام 2022، انطلق مركز “بشارة حياة” الذي يستقبل أشخاصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة من سنّ 18 لغاية 45 عامًا. يتدرّبون في مشاغل محميّة متعدّدة، منها الموزاييك والحرف اليدويّة كصناعة الصابون، والشمع، وسواها».
وأضافت: «يقدّم هذا المركز برامجَ متعدّدة، منها برنامج التأهيل المهني الحرفي، والتدبير المنزلي، ونشاطات تربويّة واجتماعيّة وفنّية ورياضيّة كثيرة، بالتعاون مع فريق عمل متعدّد الاختصاصات للإضاءة على نقاط القوّة عند شبيبتنا كي نساعدهم ليكونوا مستقلين ومنتجين وفاعلين في مجتمعهم».
وختمت سليمان حديثها عبر «قلم غار»، مؤكدة أن مركز «بشارة حياة» يبذل قصارى جهده من أجل تحقيق أهدافه المتمثّلة في مساعدة أصحاب الهمم على بناء مستقبل أفضل لهم عبر التمكين والتطوير الشخصي وتعزيز التواصل الاجتماعي والاندماج والتوعية والتثقيف وتوفير فرص عمل ضمن بيئة داعمة ومحفّزة، فينجح مركز «بشارة حياة» في أن يحمل البشرى لحياة جديدة مفعمة بالفرح والنشاط والإنتاجيّة.

الجدير بالذكر أن مركز «بشارة حياة» مدعوم من حياة ضبر في المهجر، وبرنامج تعزيز سبل العيش المستدامة المموّل من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة الذي تنفّذه مؤسسة رينه معوّض، بالشراكة مع المؤسسة المارونيّة للانتشار.
