غيتا مارون
كارلا داغر، 36 عامًا، ممرّضة تزاول مهنتها منذ 11 عامًا، تخبر “قلم غار” عن مسيرة مفعمة بالنعم والقوّة وزرع بذور الأمل في دروب المرضى.
الربّ يبارك رسالتي في التمريض
“ترعرعت في أسرة مسيحيّة ملتزمة في الكنيسة ومواظبة على الصلاة والمشاركة في الذبيحة الإلهيّة؛ أحبّتنا وزرعت فينا بذور الإيمان والأمل”، تخبر كارلا.
“اليأس ممنوع، نحن أولاد الرجاء! أؤمن بأن الربّ حاضر معنا دومًا ولن يتركنا، وأشعر بوجوده الدائم…
أنا محظيّة بحضور الربّ في حياتي، إذ يرافقني منذ الصباح في كل ما أقوم به ويبارك رسالتي في التمريض!
في خلال عملي وتواصلي مع المرضى، يمنحني الله القوّة كي أوصل إليهم رسالة مفعمة بالحبّ والاهتمام، ولا سيّما القلقين قبل إجراء العمليّة الجراحيّة أو الذين يعانون من مرض مزمن أو مستعصٍ”.
أرافق المرضى في مسيرتهم مع الألم
وتقول كارلا: “أهتمّ بالمرضى الذين يعانون من السرطان والأمراض المزمنة، وأشعر بأنهم يبادلونني المحبّة ويلمسون حضور يسوع من خلال القوّة التي تنبع منّي لأنني سلّمت حياتي إلى الربّ، فأنارها بحضوره!
كثيرون من المرضى يقولون لي: إن الروح القدس يشعّ من عينيك من خلال كلماتك المعزّية ومواساتك… استقبالي وبسمتي يخفّفان من آلام المريض.
لم أكن على اتصال مباشر بمرضى الكورونا لكنني رافقتهم في مسيرتهم مع الألم عبر الهاتف، وحملتهم في صلاتي على نيّة شفائهم، ودعوتهم إلى عدم اعتبار وضعهم الصحّي عقابًا، واثقة بأن الربّ يمنحنا القوّة في تجربة المرض.
إن إلهنا رحوم وحنون ولا يعاقب أبناءه، بل يفيض بالحبّ المجّاني في قلوبهم، وهو حاضر إلى جانبنا دومًا، ويدعونا إلى الإيمان والتسليم المطلق لإرادته لأنه وهبنا الحياة”.
“لتكن مشيئتك!”
وترفع كارلا الشكر إلى الربّ قائلة: “أحمد الله على النعمة التي منحني إيّاها عبر رسم الابتسامة على وجوه المرضى وجعلهم ينسون معاناتهم…
أشكر الله كل يوم على عطاياه، وأثق بأن إرادته تتمّ في حياتنا لأنه عليم بصالحنا وخيرنا أكثر منّا!
هلمّوا نجدّد ثقتنا به، مردّدين هذه الكلمات في صلاة الأبانا: “لتكن مشيئتك!”