أسرة تحرير «قلم غار»
أثارت فقرات في احتفال افتتاح أولمبياد باريس 2024 غضبًا عارمًا وجدلًا واسعًا في فرنسا وخارجها بسبب محاكاة ساخرة للوحة «العشاء الأخير» للرسام ليوناردو دا فينشي.
جسّد الراقصون هذه اللوحة في عرضٍ مقيت تضمّن إشارات إلى مجتمع الميم، ما أشعل استياء كثيرين في فرنسا والعالم.

موجة إدانات عالميّة
في فرنسا، أصدر اليوم مجلس الأساقفة الفرنسيين بيانًا شاجبًا «مشاهد السخرية والاستهزاء بالمسيحيّة».
وقال الأساقفة الفرنسيّون: «هذا الصباح، نفكّر في جميع المسيحيين في كل القارات الذين تأذّوا من الغضب والاستفزاز من بعض المشاهد».
في هذا السياق، دعا أحد أبرز أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في الولايات المتحدة، الأسقف روبرت بارون من مينيسوتا، الكاثوليك إلى «إعلاء أصواتهم» ردًّا على ما وصفه بـ«السخرية الجسيمة من العشاء الأخير».
وفي منشور عبر منصة «إكس»، قال بارون إنّ الفعل التجديفي يرمز إلى «المجتمع العلماني ما بعد الحداثة» الذي يعتبر المسيحيّة عدوّته.
من جهته، دعا الأسقف دونالد هاينغ من ماديسون، جميع الكاثوليك إلى «الصوم والصلاة وتجديد عبادتهم الإفخارستيا والقلب المقدّس ومريم العذراء».
وأضاف هاينغ في منشور عبر منصة «إكس»: «ليكن يسوع محبوبًا ومعبودًا في كل مذبح حول العالم»، شاكرًا الربّ على القربان المقدّس والعشاء الأخير وحبّه لنا.
من جانبه، ردّ السيناتور الأميركي الكاثوليكي ماركو روبيو على ما وصفه بـ«عرض الألعاب الأولمبيّة الشاذ»، مقتبسًا من رسالة يهوذا: «في الزمان الأخير، سيكون مستهزئون يسلكون بحسب شهوات فجورهم» (يه 1: 18).
إلى ذلك، عبّر بعض اليهود أيضًا عن استيائهم ممّا حصل، إذ قال الباحث د. إيلي ديفيد: «بصفتي يهوديًّا، أشعر بالغضب من هذه الإهانة الفظيعة ليسوع والمسيحيّة»، منتقدًا مراسم افتتاح الأولمبياد التي تعكس «موت أوروبا الثقافي».
كما وصف أغنى رجل في العالم إيلون ماسك العرض بأنّه «غير محترم للغاية تجاه المسيحيين».

صرخة مارونيّة تدين الإساءة للمسيحيّة
في لبنان، أثار العرض الساخر من لوحة «العشاء الأخير» موجة من ردود الفعل الغاضبة والإدانات.
في هذا السياق، شجب راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم، في بيان صادر اليوم، ما وصفه بـ«العمل الدنيء والتدنيس القذر الذي ينتهك كل مقدّساتنا باسم الحرّية».
ودعا المؤمنين إلى «الصوم والصلاة وتجديد عبادة القربان المقدّس وقلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر كي يُعبَد يسوع ويكون محبوبًا حيث ما وُجِدَ الإنسان».
تزامنًا، علت صرخات مطارنة وكهنة وعلمانيين كثيرين، تعبيرًا عن استيائهم الشديد ممّا حصل في احتفال افتتاح أولمبياد باريس 2024.
