المطران شارل مراد
اقتداءً بأهل نينوى في توبتهم النصوح بعدما تعاظمت شرورهم، وصومهم الحقيقي المقبول وصلاتهم التي استنزلت عليهم مراحم الربّ، فعفا عنهم وتغمّد ذنوبهم، دعت الكنيسة المؤمنين إلى صومٍ يُعتبر من الأصوام المحبّبة إلى نفوسهم. ويُدعى صوم نينوى أو الباعوثا، وهذه كلمة سريانيّة تعني الطلبة والتضرّع.
هذا الصوم يعود إلى زمن قديم جدًّا في كنيستنا السريانيّة، قبل القرن الرابع للميلاد، ويستدل على ذلك من ميامر مار أفرام السرياني في وصفه. كان عدد أيّام هذا الصوم قديمًا ستة، أما الآن فهو ثلاثة أيّام فقط، تبدأ صباح الاثنين الثالث قبل الصوم الكبير.
إنّ أهل نينوى بصومهم وتوبتهم أعطوا الكنيسة مثالًا يُحتذى به، ونحن اليوم نتضرّع ونطلب منك يا ربّ أن تقبل صومنا وتعفوَ عنا وتغمّد ذنوبنا وتشملنا برحمتك. آمين.