“إليك الورد يا مريم”، من أجمل الترانيم المريميّة التي يرفعها المؤمنون في خلال الشهر المريمي، من أجل تكريم مريم العذراء. ما قصّة هذه الترنيمة المعطّرة بنِعَم الورود المريميّة؟
تصف ترنيمة “إليك الورد يا مريم” الأوضاع المأساويّة التي عانى منها اللبنانيّون إبّان الحكم العثماني، راسمةً صورة الفقر والجوع والمرض، عندما طال التهجير القرى اللبنانيّة وقضى الأهالي بسبب المجاعة في العام 1917.
أمام هذه الصورة القاتمة التي شوّهها الألم والقهر والموت، أطلق البطريرك الماروني الياس الحويّك آنذاك صرخة مدوّية: “ارحم يا ربّ شعبك!”، داعيًا الكنيسة والمؤمنين للالتجاء إلى مريم العذراء.
من القلوب النازفة إلى مريم
تزامنًا مع ظهورات مريم العذراء في فاطيما (البرتغال) في العام 1917، كان جبل لبنان ينزف، رافعًا إلى السماء ترنيمة أخبرت الجميع عن مأساة المجاعة، وخاطبت قلب مريم العذراء، حاملة معها مآسي الشعب، فدخلت القلوب والليتورجيا المارونيّة إلى اليوم.
إن موقع “قلم غار” يدعوكم إلى المشاركة في هذه الترنيمة على نيّة شفاء العالم من جراحه الروحيّة والجسديّة:
“إليك الوردُ يا مريم
يُهدى من أيادينا
هلمّي واقبلي منّا
عربون حبّ
أكيد مع تهانينا.
على الأبواب أطفالٌ
لهم في العمر آمال
يذوب القلب إن قالوا
جودوا علينا
فإنّ الجوع يضنينا.
حروبٌ تملأ الأرض
وضيقٌ عنه لا نرضى
غدونا كلّنا مرضى وليس فينا
سواكِ من يداوينا”.