البابا فرنسيس
الصلاة هي مساعدة لا غنى عنها للتمييز الروحي، ولا سيّما عندما تشمل العواطف، وتسمح لنا بالتوجّه إلى الله ببساطة وألفة، كما عندما نتحدّث إلى صديق. إنها معرفة الذهاب أبعد من الأفكار والدخول في علاقة حميمة مع الربّ.
إن سرّ حياة القديسين هو الألفة مع الله والثقة به اللتان تنميان فيهم وتجعل من السهل عليهم أن يعرفوا ما يرضيه.
الصلاة الحقيقيّة هي ألفة مع الله وثقة به، وليست مجرّد تكرار صلوات مثل الببغاء، الصلاة الحقيقيّة هي عفويّة ومودّة تجاه الربّ. وهذه الألفة تتغلّب على الخوف أو الشك في أن إرادته ليست لصالحنا، تجربة تمرُّ أحيانًا في أفكارنا وتجعل قلبنا قلقًا وغير واثق.
إن التمييز لا يدّعي اليقين المطلق لأنه يتعلّق بالحياة، والحياة ليست دائمًا منطقيّة، ولها جوانب عدّة لا يمكن حصرها.
إن الذي يبتعد عن الربّ لا يكون سعيدًا أبدًا، على الرغم من وجود وفرة كبيرة من الخيرات والإمكانيّات تحت تصرّفه. إن يسوع لا يجبرك أبدًا على اتّباعه بل يجعلك تعرف إرادته، بقلب كبير هو يجعلك تعرف الأمور ولكنه يتركك حرًّا. وهذا هو أجمل شيء في الصلاة مع يسوع: الحرّية التي يتركها لنا.
ليس تمييز ما يحصل في داخلنا بالأمر السهل لأن المظاهر تخدع، لكن الألفة مع الله يمكنها أن تبدّد الشكوك والمخاوف بطريقة عذبة، وتجعل حياتنا أكثر فأكثر تقبّلًا لـ«نوره اللطيف»، بحسب القديس جون هنري نيومان.
لنطلب هذه النعمة: أن نعيش علاقة صداقة مع الربّ، كما يتحدّث الصديق مع صديقه. إنها نعمة علينا أن نطلبها من أجل بعضنا البعض: أن نرى يسوع كأعظم صديق لنا وأكثرهم إخلاصًا، لا يتخلّى عنا أبدًا حتى عندما نبتعد عنه. هو يبقى عند باب قلبنا. وفيما نقول له: «لا، لا أريد أيّ علاقة بك»، يبقى صامتًا وقريبًا منا ومن قلبنا لأنه أمين على الدوام.
المصدر: فاتيكان نيوز
مقتطفات من كلمة البابا فرنسيس في إحدى مقابلاته العامّة الأسبوعيّة (أيلول 2022)