البابا فرنسيس
ما الأمر الذي يجمع قديسين عظماء عبروا أوروبا في أزمنة مختلفة: القديس بولس، القديس بندكتس، القديسين كيرلس وميتوديوس والقديس فرنسيس الأسيزي والقديسة كاترين السيانيّة؟
لم ينتظروا شيئًا من الحياة أو من الآخرين، بل وثقوا بالله وخاطروا، وانطلقوا في مسيرة من أجل تحقيق أحلام كبيرة ساعدتنا جميعًا حتى بعد قرون. لقد بذلوا حياتهم، ولم يحافظوا عليها لأنفسهم.
في أيّامنا هذه، نفكّر دائمًا في الامتلاك، وكثيرون يعيشون لهدف امتلاك ما يعجبهم، لكنهم لا يرضون أبدًا لأنّ المرء في كل مرّة يمتلك شيئًا ما يريد بعدها امتلاك شيء آخر، وهكذا دواليك حتى النهاية، ومن دون أن يجد ما يفيد ويريح قلبه.
إن القلب يتمرّن من خلال العطاء. لذلك، يضع يسوع نقطة الانطلاق في العطاء وليس في الأخذ. أعطوا أي ابدأوا بالمخاطرة! العطاء يعني النهوض من الكنبة ومن الراحة والرفاهية اللتين تجعلاننا ننغلق على أنفسنا وعلى الانطلاق في المسيرة. العطاء يعني أن نتوقّف عن الخضوع للحياة وأن “ننزل إلى الميدان” ونتحمّل المسؤوليّة لكي نقدّم القليل من الخير للعالم. إن الأحلام الأجمل تتحقّق بالرجاء والصبر والالتزام، بعيدًا عن التسرّع!
المصدر: فاتيكان نيوز
لقاء البابا فرنسيس مع كشافة أوروبا (آب 2019)