كلود حداد
ولد منصور دي بول في فرنسا في العام 1581. درس اللاهوت ورُسِمَ كاهنًا في 23 أيلول 1600.
ذات يوم، عند عودته من رحلة إلى مرسيليا في العام 1605، خطفه البرابرة الذين كانوا يعتدون على المراكب المسيحيّة الأوروبيّة، وبيعَ كعبدٍ لمدّة سنتين أمضاهما في أفريقيا الشماليّة لكنه نجح في الهروب منها. بعد هذا الاختبار المرير، عاد إلى فرنسا وكرّس حياته لخدمة البؤساء، وبفضل معارفه في البلاط الملكي، استطاع أن يموّل نشاطات عدّة لمساعدة المعوزين، وأسّس جماعات لا تزال تعمل حتى اليوم، منها بنات المحبّة والآباء اللعازاريين.
توفّي منصور دي بول في باريس في 27 أيلول 1660 عن عمرٍ ناهز الـ79 عامًا بعد حياة صخبت بمحبّة المعوزين والمشرّدين والمرضى. أعلنه البابا كليمان الثاني عشر قديسًا في 16 حزيران 1737.
منصور دي بول وجهٌ بارزٌ في القرن السابع عشر، اهتمّ بالسجناء المحكومين بالأشغال الشاقة، وعُرِفَ بدماثة أخلاقه ولطفه، وأعاد بفضل جماعة الآباء اللعازاريين تبشير الريف إذ عملت بنات المحبّة على الاعتناء باللقطاء والمرضى، بينما كان يُشاهَد وهو يوزّع الحساء على أطفال الشوارع. لا فرق بين ثريّ وفقير، ملك أو مشرّد، فكان منصور عونًا للجميع، كما رافق الملك لويس الثالث عشر في لحظاته الأخيرة على فراش الموت.