ولد ساسين في القرن الثالث، وتحلّى بالجرأة والإيمان الثابت للدفاع عن معتقداته في أشدّ الاضطهادات قسوة.
أصبح أسقف مدينة كوزيكس، وواجه رأس السلطة، وناهض عبادة الأوثان مبيّنًا خرافاتها، ما أغضب والي المدينة الذي ألقى القبض عليه وأمر بتعذيبه بأبشع الطرق، فشدّوه إلى خيلٍ غير مروّضة، حتى تهشّم جسمه.
ثمّ جلدوه جلدًا قاسيًا، وهو صابر ثابت في إيمانه، فألقوه في السجن، مقيّدًا بأغلال حديديّة.
عندما خلّص الملك قسطنطين الكنيسة من الاضطهاد، أطلق سبيل الأسقف ساسين وأرجعه إلى كرسيه.
تابع الأسقف حياته مدافعًا عن الحقّ، ولم يجادل إلّا بالعقل، ناشرًا تعليم المجمع النيقاويّ الأوّل الذي شارك فيه (325)، فراح يجادل الآريوسيين ويفحمهم ببراهينه السديدة.
قبض غالايوس، عدوّ الملك قسطنطين والمسيحيين، على الأسقف ساسين، وأنزل به أشدّ العذابات حتى انتهت حياته بقطع رأسه في العام 328.
تحتفل الكنيسة بعيده في 15 أيلول من كل عام، ساعيةً إلى أن تكون على مثاله؛ معترفةً بكلمته، وزارعةً بذورها في كل النفوس.