باسمة بو سرحال
نبيٌّ أنا، واسمي عَمَّ المعمورة وتناقلته الأجيال، وابتهالاتي لله أثمرت معجزات لا تُحصى. أنا حيٌّ بإيماني الذي لا يتزعزع. أنا مار الياس، وهذه قصّتي مع الربّ إلهي.
———————————————————-
إيليّا من أشهر أنبياء العهد القديم. انطلقت رسالته في عهد الملك آحاب الذي تبع زوجته الملكة إيزابيل الوثنيّة، فجابههما متسلّحًا بإيمانه وغيرته على عبادة الله.
«إيليّا» اسم عبري يعني «إلهي هو الله»، وفي اليونانيّة «إلياس». كان إيليّا رجلًا تقيًّا وجريئًا ومرشدًا للناس، ويسعى إلى ثنيهم عن عبادة الأوثان وتعريفهم على الإله الحقيقي. كما كان موضع تكريم واحترام من جميع عارفيه، واشتهر بالتنسّك والتقشّف.
قال المؤرّخون: «لما عَمَّ الجفاف إسرائيل، قصد إيليّا صرفة صيدا (صرفت أو الصرفند) حيث حلّ ضيفًا عند أرملة كانت تحضّر رغيف خبز لها ولابنها من فضلات الدقيق والقليل من الزيت، لكن الربّ بارك هذه الفضلات على يد إيليّا وزادها، فظلّت متوافرة طوال سنوات المجاعة».
وتلبيةً لابتهالاته، أقام إيليّا ابنها من الموت. وقد ذُكِرَ لقاء إيليّا والأرملة في الكتاب المقدّس: «إنّ أرامل كثيرات كُنَّ في إسرائيل في أيّام إيليّا حين أُغلقت السماء ثلاث سنين وستة أشهر. وحدث جوع عظيم في الأرض كلّها، فلم يُبعث إيليّا إلا إلى امرأة أرملة في صرفة صيدا» (لوقا 4: 25-26).
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار مار الياس في 20 تمّوز من كل عام، وقد اشتهر بمعجزات جمّة. ويقول عنه يشوع بن سيراخ: «أغلق السماء بكلام الربّ، وأنزل منها نارًا ثلاث مرات. ما أعظم مجدك، يا إيليّا، بعجائبك، ومن له فخر كفخرك؟ أنت الذي أقمت ميتًا من الموت والجحيم بكلام العليّ، وأهبطت الملوك إلى الهلاك، والمفتخرين من أسرّتهم (سي 48: 3-6)».
على اسم مار الياس، بُنيت كنائس كثيرة في كل أقطار العالم، وما سيفه المرفوع إلا سيف الحقّ.
———————————————————-
يا ربّ، كم نحن بحاجة اليوم إلى إيمان يحاكي ثقة مار الياس المطلقة بك لنكون على مثاله ونتعلّم منه كل ما يسدّد خطواتنا في سبيل البرّ.