باسمة بو سرحال
الكتاب المقدّس غذاء روحي ورفيق دربي، ومنه استقيتُ كنوزي طوال حياتي. عزفت على وتر الإيمان الحق، وتحوّلت كتاباتي إلى مرجع للتعليم اللاهوتي. أنا مار أفرام السرياني، وهذه قصّتي مع كنيستي.
———————————————————-
منذ مطلع القرن الرابع، انضمّت نصيبين، إحدى مدن ما بين النهرين، إلى لائحة المدن التي أنجبت عظيمًا من عظماء الكنيسة. هو مار أفرام السرياني الذي نشأ في كنف عائلة مسيحيّة، مثاله الأعلى يسوع المسيح وأمّه مريم، وزوّادته اليوميّة الإنجيل المقدّس.
تلقّى علومه على يدَي أسقف نصيبين القديس يعقوب، فرسمه شمّاسًا وألبسه الثوب الرهباني.
لاحقًا، علّم في مدرسة المدينة التي خرّجت عددًا كبيرًا من العلماء السريان. من ثم، انتقل إلى الرها بعدما سقطت نصيبين على يد الملك شابور الثاني. وهناك واصل التدريس والتأليف وكتابة الشعر والنثر.
كان أفرام رجلًا وديعًا ومتواضعًا ومحبًّا للفقراء والمحتاجين. لُقِّبَ بكنّارة أو قيثارة الروح القدس، والمُدافع عن الإيمان الحقيقي، وعملاق الأدب السرياني، بعدما غدت كتاباته مرجعًا للتعليم اللاهوتي.
عام 373، انتقل الى أحضان الآب السماوي إثر إصابته بمرض الطاعون. وكان قد أوصى تلاميذه بعدم مدحه بعد وفاته وبدفنه بثوبه الرهباني في مقبرة الغرباء.
روى مؤرّخون أنّ أفرام مثالٌ للنسك والطهارة ومعلّمٌ للكنيسة جمعاء كآباء الكنيسة غريغوريوس وأثناسيوس وباسيليوس الكبير الذي وصفه بـ«جوهرة نادرة المثال، غالية الأثمان».
في 5 تشرين الأوّل 1920، أعلن البابا بنديكتوس الخامس عشر مار أفرام ملفانًا للكنيسة.
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار القديس أفرام السرياني في تواريخ عدّة، بينها 28 كانون الثاني من كل عام، طالبةً شفاعته من أجل تعزيز الإيمان الحق ونشر المحبّة والسلام.
———————————————————-
أيها القديس أفرام السرياني، أنتَ الذي أغنيتَ الكنيسة بمجلّدات ضخمة، وقصائد رائعة، وأناشيد كثيرة خاصة بمريم العذراء، علّمنا جوهر الإيمان، واعزف على أوتار قلوبنا كي نسبّح اسم يسوع المسيح ونكرّم والدته إلى أبد الآبدين، آمين.