د. سامية خليفة
أتأمّل اليوم في دعوة السلام: هي دعوةٌ ودعاء،
هي مَلِكٌ وعرشٌ، هي لقاءٌ وشكر!
في قلبنا حنينٌ للربّ، ورغبة بالملكوت خُلِقْنا فيها.
وفي قلبنا عرشٌ يعتليه تارةً حبٌّ وغرام،
وطورًا اكتئابٌ ورغبة انتقام…
ووراء العرش نجد السلام، ينتظر دوره لاعتلاء هذا المقام!
وللأسف يا سيّدي، لم ندرك أنّ صوتك العذب يدعونا للسلام.
كالنبي إيليّا، نسكن في مغارة قلبنا ننتظر منك الكلام،
وتأتي بالنسيم العليل تكلّمنا وتشجّعنا وترفعنا من الركام،
لندرك أنّ أعمالك، أعمال المسيح، ليست فقط بلحم وعظام
ولا صليب جلجثة ولا أشدّ الآلام…
يمنعون الحبّ من أن يكون، وأن نكون نحن في الحبّ عظام…
لو فهمنا أنّك تقبلنا كما نحن،
كل واحد بما فيه من خير وانقسام،
تحبّنا كما نحن، من دون شرط ولا ملام…
هذا سلام المسيح الذي يعطي ذاته في الحبّ والوئام!
ويجمعنا بجسدٍ واحد، كنيسة شهادة للسلام…
فنصبح شاكرين أبدًا، وأساتذة في عيش السلام
لأنّه ينبع منك ويقودنا إليك يا سيّدي،
يا ملك القلوب وسيّد السلام.