أطلقت الإعلاميّة ليليان أندراوس “أريحيّة الرجل اللبناني والعربي” في نسختها الخامسة، عبر تطبيق “زوم”، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى ممثّلًا بالمدير العام لمديرية الآثار الدكتور سركيس خوري، في حضور أبناء المحتفى بهم من لبنان: الدكتورة مارينا البستاني برنوتي، وليد شهاب، الكابتن طارق دبّوس، ومن الولايات المتحدة (الناسا) المحتفى به الدكتور آلان خيّاط، الدكتور تيلينسييغ من ترينيداد توباغو، مؤسس اليوم العالمي للرجل واليوم العالمي للفتى ولجنة احتفالية الأريحيّة الدكتور صلاح عصفور، المستشار الطبّي النفسي، والمستشارة الفنيّة باسكال مسعود.
أما مجسّم الأريحيّة فهو عبارة عن اللبّادة اللبنانيّة على خشب من الأرز مع لوحة معدنيّة محفور عليها اسم المحتفى به.
بدأت الاحتفالية بكلمة للإعلاميّة أندراوس، صاحبة الفكرة التي انطلقت في العام 2017، مُعرّفة بالأريحيّة، ومقدّمة نبذة عن المحتفى بهم وعلاقة العام 2021 بإنجازاتهم.
مَن المكرّمون للعام 2021؟
المكرّمون هم: الباحث والمؤرّخ العلّامة فؤاد افرام البستاني، ومؤسس جمعيّة “أصدقاء الآثار” الأمير موريس حافظ شهاب، وأوّل كابتن طيّار في الجمهورية اللبنانيّة الكابتن سعد الدين أحمد دبّوس، وعالم الفضاء الدكتور آلان خيّاط.
كلمات المشاركين في الأريحيّة
بداية، كانت كلمة مقتضبة للبروفسور تي لينسبخ الذي تمنّى أن يكون يوم الرجل الوطني اللبناني والعربي يومًا سعيدًا، قائلًا: استمتعوا به واتحدوا من أجل الرجل.
البستاني
من ثمّ، تحدّثت ابنة العلّامة البستاني الدكتورة مارينا البستاني برنوتي عن العلّامة الأب، وشرحت كيف كان يتابع أبناءه السبعة (5 شبان وابنتان).
وقالت: كنا كل عالمه، وكان يتابعنا في أدقّ تفاصيلنا اليوميّة الحياتيّة والمدرسيّة. يتابع علاماتنا وكان لا يترك أحدًا من أصدقائه إلا ويخبره عن إنجازاتنا وتفوّقنا.
وأضافت: عشنا في بيت مليء بالثقافة نرتشف التاريخ على الفطور.
وختمت: أجمل ما علّمنا إيّاه هو تواضعه. والدي لا يجيد قيادة السيارة، وكان يستعين بسائق طوال حياته. كان يجلس إلى جانب السائق، وليس في المقعد الخلفي، وكان يقول دائمًا: لويس بيعرف يسوق أحسن منّي!
شهاب
وتحدّث شهاب، فقال: خاف والدي كثيرًا على الآثار في خلال الحرب في لبنان خصوصًا إبّان الاجتياح الإسرائيلي. قلق من نهب المتحف، لذا، حماه بنفسه. قال لي: إذا طاروا القطع الأثريّة ما عاد عنّا شي، ولبنان بلد سياحي. ما كان حدا فرقاني معو شي.
دبّوس
وكانت كلمة للكابتن دبّوس الذي قال: تعلّق الوالد منذ الصغر بالطيران. في عهد الانتداب في العام 1943، قصد القوّات الجويّة الملكيّة البريطانيّة لتعلّم قيادة الطيّارة في عمر 17 عامًا. رُفض لصغر سنّه.
لحق شغفه إلى مصر، وتعلّم على يد الطيّارة عزيزة. عاد إلى لبنان وعيّنه الرئيس صائب سلام مساعد طيّار في “الميدل إيست” الذي كان رئيسها آنذاك في العام 1947، على طائرة “داكوتا دي سي 3″، فأصبح أوّل طيّار في لبنان يحمل بطاقة رقم 1. كانت أوّل رحلة له من بيروت إلى القاهرة ومن القاهرة إلى بيروت. وللمصادفة، آخر رحلة له في المهنة كانت أيضًا من بيروت إلى القاهرة ومن القاهرة إلى بيروت.
خيّاط
أما الدكتور خيّاط، فقال: أنا سعيد لأني أكرّم اليوم مع الكبار الذين تأثّرنا بهم، وما زلنا لغاية اللحظة. كيف لا أتذكر أخبار المتحف إبّان الحرب وكيف حماه الأمير موريس شهاب.
وتحدّث عن بدايته، فقال: أنا شخص عاديّ من لبنان. عشت طفولتي في طرابلس. كنت آخذ “خارجيّتي” من أهلي لأشتري من المكتبة مجلّة خاصة بعلم الفضاء، وكانوا يخافون عليّ لأن الموضوع أكبر من تفكير طفل. كانت أمّي تسمّيني “وطواط الليل” إذ كنت أحبّ السهر على شرفة المنزل لأراقب النجوم.
وأضاف: كنت أميل إلى المرّيخ لكن لم أتخيّل يومًا أن أصبح من الذين يشتغلون على المرّيخ ويتحكّمون بمركبة على كوكب ثانٍ.
عصفور
وكانت كلمة للدكتور عصفور الذي قال: مخيف كم يمرّ الوقت بسرعة. عمر الأريحيّة 5 سنوات. مبروك صديقتي أريحيّة اليوم. رجعت لنا المعنويّات. جعلتنا نفتخر بلبنانيّتنا. هذا الوطن الصغير بمساحته الكبير بمبدعيه. على أولادنا أن يدركوا أن لا شيء مستحيل. هنا المنصّة لينطلقوا لكن عليهم أن يعودوا إلينا كي لا نصبح فقراء. على أولادنا أن يكون عطاؤهم للداخل وليس للخارج. وليُهْدِ الله مسؤولينا ليحافظوا على شبابنا.
خوري
وأخيرًا، كانت كلمة ممثّل وزير الثقافة، قال فيها: تعلمون أن هذه السنة كانت صعبة على لبنان كثيرًا. انفجار 4 آب، المشكلة الصحيّة والمشكلة الاقتصاديّة. لكننا مع العمل والأمل. سنة 2021 مئويّة المتحف اللبناني في زمن مئويّة لبنان الكبير. سأبدأ بالحديث عن الدكتور آلان خيّاط. سمعت مقابلة يقول فيها: إذا نظرنا إلى الكرة الأرضيّة من المرّيخ، نرى نقطة وداخل هذه النقطة، يعيش البشر ومشاكلهم… علينا التعايش مع بعضنا لنحافظ على أنفسنا وأرضنا. أحيّي طموح الشباب الممثّل بالدكتور آلان.
وأضاف: لبنان الكبير كان له مؤسسوه ومن هؤلاء المؤسسين 3 شخصيات تُكرّم اليوم. أحيّي الطيّار دبّوس، أوّل طيّار في لبنان. ولبنان معروف بالهجرة. وبالتأكيد، الكثير من اللبنانيين ركبوا طيّارة العميد، فحمل حلمهم. أحيّي العائلة الكريمة الكابتن طارق والأحفاد.
أما مؤسس الجامعة اللبنانية، فلي ذكرى جميلة مع العلّامة: في أيام الجامعة، قصدنا دارته في دير القمر، وجلس يحدّثنا. صحيح هو علّامة. يومها رأيت هالتين تشعّان منه: هالة الثقافة وهالة الأبوّة. كنا جالسين قربه نستمع إليه كمن يستمع إلى جدّه. مليء بالعاطفة. التعليم بالنسبة إليه ليس مهنة بل رسالة. التقيته لمرّة وأثّر فيّ كل التأثير، كيف بالحري أولاده! نحن في وزارة الثقافة ومديرية الآثار على علاقة وطيدة مع العائلة الكريمة، ونحن بصدد جمع أرشيفه لتقديمه إلى طلاب الجامعة اللبنانية كمؤسس لها.
وتحدّث عن موريس شهاب ملقيًا التحيّة على ابنه، قائلًا: أنت ابنه البيولوجي، ونحن أولاده الروحيّون في مديرية الآثار.
وتابع: هو أوّل من أطلق المديرية التي وصلت لما هي عليه الآن. كان المدير العام في خلال الأسبوع وعالم آثار ينقّب في حفريّات صور في عطلة الاسبوع. حمى المتحف وفي عهده اكتشفت أهمّ المواقع الأثريّة.
وأضاف: أشعر اليوم بأنني أكرّم ونكرّم بهؤلاء العظماء. هم الكبار ونحن الصغار، وإن حققنا، فلن نحقق أكثر من 20 في المئة من إنجازاتهم ومعرفتهم.
وختم بالقول: يجب أن تكون وزارة الثقافة سياديّة يتقاتلون عليها. الحمد لله يتقاتلون على غيرها وتركونا وحدنا. خلاص لبنان لن يأتي من الخارج بل من أهل الثقافة وأهل الأدمغة، والشعب اللبناني مثقّف وسيجد الحلّ.
نبذة موجزة عن المحتفى بهم
-العلّامة فؤاد افرام البستاني:
في الذكرى الستين لتأسيس الجامعة اللبنانيّة؛ كان العلّامة من أسّسها وأوّل رئيس لها.
هو باحث ومؤرخ أكاديمي عُرف بالموسوعة، صاحب مؤلفات عدّة أشهرها “دائرة المعارف”.
أكمل فؤاد افرام البستاني أوّل موسوعة معارف للمعلم بطرس البستاني، وساهم في تطوير المنهج التربوي في لبنان…
توفّاه الله في العام 1994.
-الأمير موريس حافظ شهاب:
في الذكرى المئويّة لفكرة تأسيس المتحف الوطن؛ هو من مؤسسي جمعيّة أصدقاء الآثار في العام 1921، وتولّى بعدها رئاسة قسم الآثار، ومن ثم أصبح مديرًا عامًّا لمديرية الآثار.
لُقّب بـ”أبي علم الآثار وحامي المتحف اللبناني” في خلال الحرب الأهليّة. درس القانون في السوربون في فرنسا وعلم الآثار. بقي قيّمًا على المتحف حوالي أربعين عامًا.
توفّاه الله في العام 1994.
-الكابتن سعد الدين أحمد دبّوس:
أوّل كابتن طيّار في الجمهورية اللبنانية في العام 1947 يحمل بطاقة رقم 1. هو عميد الطيّارين في لبنان.
بدأ شغفه بالطيران في عمر مبكر بعدما رفضته القوّات الجويّة الملكيّة البريطانيّة لصغر سنّه. تعلّم القيادة في مصر على يد الطيّارة عزيزة. في رصيده 33 عامًا من الطيران، وقطع 26 ألف ميل من التحليق.
توفّاه الله في العام 2018.
-الدكتور آلان خيّاط:
عالم فضاء، ابن طرابلس الفيحاء، تخصّص في الهندسة في لبنان، بعدها في علم الفضاء في هاواي، وحاليًّا في الناسا، ويعمل المشروع الإشعاعي في أجواء الكواكب، والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء وما دون المليمتر.
تطوير الأدوات: مطياف الأشعة تحت الحمراء.
عمليّات المركبة الفضائيّة: روفر-روفر كيوريوسيتي في مختبر علوم المرّيخ.