باسمة بو سرحال
حبّي ليسوع صلبٌ كصلابة صخرة بطرس، وعشقي للقربان المقدّس غذّى روحي ونقلني إلى عالمٍ لطالما تقتُ إليه. أنا شفيعة الإعلام، أنا القديسة كلارا، وهذه قصّتي مع مخلّصي الحبيب.
———————————————————-
في مدينة أسيزي الإيطاليّة التي اقترن اسمها بالقديس فرنسيس، وُلِدَت كلارا أوفريدوتشيو عام 1194 في كنف عائلة مسيحيّة تقيّة، قوتُها الأساسي الصلاة والصوم.
منذ صغرها، اهتمّت بالفقراء، فساعدتهم واعتنت بهم وأمضت معظم وقتها في مناجاة الربّ.
في الثامنة عشرة من عمرها، طلبت من القديس فرنسيس مساعدتها للترهّب، فكان لها ما أرادت، والتحقت بدير سان دميانو.
بعد فترة وجيزة، انضمّت أختها كاترينا التي عُرفت في ما بعد بالقديسة أغنيس إلى الدير أيضًا، وتبعتها فتيات أخريات. وكانت كلارا رئيسة عليهن على الرغم من صغر سنّها.
على مثال مرشدها الأقرب إلى قلبها، وزّعت ما تملكه على الفقراء، وكانت تمشي حافية القدمين وتنام على الأرض من دون فراش، وتصوم كل أيّام الأسبوع باستثناء الأحد.
عاشت كلارا مع رفيقاتها في كنيسة القديس دميانو حتى دبّر الإخوة الأصاغر لهن ديرًا صغيرًا، واشتهرن باسم «فقيرات القديس دميانو». بعد عبور كلارا في 11 آب عام 1253 إلى الحياة الأبديّة، صار اسمهن «الفقيرات الكلاريس».
قال المؤرّخون إنّ عجائب كثيرة تمّت بشفاعة كلارا، منها أنّها أشبعت من رغيف واحد جمهور ديرها المؤلف من حوالى خمسين شخصًا.
كلارا شفيعة الإعلام المرئي
أعلن البابا ألكسندر الرابع كلارا قديسة في العام 1255، واختارها البابا بيوس الثاني عشر في 14 شباط 1958 شفيعةً للإعلام المرئي، بناءً على حدث معها في العام 1252. في ليلة عيد الميلاد التي سبقت وفاتها بسنة، كانت كلارا ترغب في المشاركة بالقداس الإلهي مع أخواتها الراهبات في أسيزي، لكن حالتها الصحّية منعتها من مرافقتهن.
وفي لحظة غير متوقعة، تراءت أمامها الذبيحة الإلهيّة كما لو كانت شاشة افتراضيّة، ما مكّنها من المشاركة في القداس من بعيد.
وكم كانت دهشة الأخوات كبيرة عندما عُدْنَ إلى الدير، وأخبرتهن كلارا تفاصيل دقيقة عن القداس، فتأكدن من مشاركتها العجائبيّة.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد القديسة كلارا الأسيزيّة في 11 آب من كل عام، وتُعتبر أوّل امرأة تكتب قانون رهبانيّة في القرون الوسطى. وقد نُقِلَ رفاتها في 29 أيلول 1872 إلى أسفل بازيليك سانتا كلارا في أسيزي.
———————————————————-
أيتها القديسة كلارا، ساعدينا كي نسير على خطاكِ في التقوى والصلاة والتقشّف، فننال نصيبنا في قلبَي يسوع وأمّه مريم، آمين.