أسرة تحرير «قلم غار»
أصدر البابا فرنسيس اليوم رسالة عامة بعنوان «لقد أحبّنا»، متعلّقة بـ«الحبّ الإنساني والحبّ الإلهي في قلب يسوع المسيح»، وحاملةً دعوةً لنا كي نجدّد عبادته ولا ننسى فرح الخدمة وحماس الرسالة لأنّ قلب يسوع يدفعنا لنحبّ ويرسلنا إلى الإخوة.
اعتبر الأب الأقدس في رسالته العامة أنّنا نصبح قادرين على نسج الروابط الأخويّة والاعتراف بكرامة الإنسان والعناية معًا ببيتنا المشترك من خلال اللقاء بمحبّة المسيح.
استُهلّت الرسالة العامة حول عبادة قلب يسوع الأقدس بمقدّمة موجزة. وهي مقسّمة إلى خمسة فصول، وتجمع التأمّلات المهمّة لنصوص التعاليم البابويّة السابقة ولتاريخ طويل يعود إلى الكتاب المقدّس لكي تعيد طرح هذه العبادة المفعمة بالجمال الروحي.
شرح الفصل الأوّل «أهمّية القلب» ضرورة العودة إلى الفؤاد في عالم نميل فيه إلى أن نصبح «مستهلكين لا نشبع، وعبيدًا لسوقٍ لا تهتمّ بمعنى وجودنا».
خُصِّصَ الفصل الثاني لأعمال يسوع المسيح وكلماته، فـ«المسيح يبيّن لنا أنّ الله قريب ورحيم وحنّان».
في الفصل الثالث «هذا هو القلب الذي أحبّ كثيرًا»، ذكّر البابا بتأمُّل الكنيسة في سرّ قلب الربّ من خلال الإشارة إلى الرسالة العامة التي أصدرها البابا بيوس الثاني عشر حول التعبّد لقلب يسوع الأقدس (عام 1956). وأوضح أنّ «التعبُّد لقلب المسيح ليس عبادة لجزء منفصل من شخصه» لأنّنا نعبد «يسوع المسيح بأكمله، هو ابن الله الذي صار إنسانًا، والذي نمثّله في صورة نظهر فيها صورة القلب».
وأشار البابا فرنسيس إلى أنّ رؤى بعض القديسين، ولا سيّما المتعبّدين لقلب المسيح، «ليست موضوعًا يجب على المؤمنين تصديقه كما لو كانت هذه الرؤى والظواهر كلمة الله. فهي محفّزات جميلة يمكن أن تحفّزنا وتحملنا على أعمال تقوى جيّدة جدًّا، لكن يجب ألا يشعر أحد بأنّه مضطرٌّ إلى استخدامها، إن لم يجد فيها ما يساعده في مسيرته الروحيّة».
في الفصلين الأخيرين، سلّط الأب الأقدس الضوء على الجانبين اللذين ينبغي على التعبُّد للقلب الأقدس أن يجمعهما معًا لكي يغذّينا ويقرّبنا من الإنجيل، وهما «الخبرة الروحيّة الشخصيّة والتزام حياة الجماعة والرسالة».
في الفصل الرابع «الحبّ الذي يعطيك لتشرب»، أعاد البابا قراءة الكتاب المقدّس. ومع المسيحيين الأوائل، تحدّث عن المسيح وجنبه؛ «إنسانٌ مطعون، وينبوع مفتوح، وروح نعمة وصلاة. لقد رأى المسيحيّون الأوّلون بشكلٍ واضح أنّ هذا الوعد قد تحقّق في جنب المسيح المفتوح، وهو الينبوع الذي تأتي منه الحياة الجديدة».
ذكر البابا أنّ هذا الجنب الجريح بدأ يأخذ صورة القلب، وقدّم لائحة بنساء قديسات روين خبرات لقائهن مع المسيح مثل القديسات لوتجاردا وماتيلدا دي هاكبورن وأنجيلا دي فولينيو وجوليانا دي نورويتش. وتناول الاعتراف المتوقّد بمحبّة يسوع الذي نقلته إلينا القديسة مارغريت ماري ألاكوك، ودور قديسات وقديسين آخرين في صياغة عناصر عبادة قلب يسوع مثل القديسة تريزيا الطفل يسوع والقديس شارل دي فوكو. كما خصّص بعض المقاطع من الرسالة العامة إلى مكانة القلب الأقدس في تاريخ الرهبانيّة اليسوعيّة.
أمّا الفصل الخامس والأخير «الحبّ بالحبّ»، فتعمّق في البعد الجماعي والاجتماعي والإرسالي لعبادة قلب يسوع.
كذلك، ذكّرت الرسالة العامة مع القديس البابا يوحنا بولس الثاني بأنّ «التكرّس لقلب المسيح “يجب أن يكون مرتبطًا بعمل الكنيسة نفسها في حقل الرسالة لأنّه يجيب عن رغبة قلب يسوع في أن ينشر في العالم كلّه، من خلال أعضاء جسده، عطاءه الكامل من أجل الملكوت”. إذّاك من خلال المسيحيين “تفيض المحبّة في قلوب البشر حتى يُبنى جسد المسيح، الذي هو الكنيسة، ويُبنى أيضًا مجتمع عدل وسلام وأخوّة”».
اختتم الحبر الأعظم رسالته العامة بهذه الصلاة: «أصلّي إلى الربّ يسوع لكي تجري من قلبه الأقدس أنهارٌ من المياه الحيّة لنا جميعًا لشفاء الجراح التي نسبّبها لأنفسنا، ولتقوية قدرتنا على الحبّ والخدمة، ولتدفعنا إلى أن نتعلّم السير معًا نحو عالم عادل ومتضامن وأخويّ. وهذا إلى أن نحتفل معًا بسعادة بوليمة الملكوت السماوي. هناك المسيح القائم من بين الأموات الذي سيوفّق بين كل اختلافاتنا بالنور الذي يفيض باستمرار من قلبه المفتوح. ليكن دائمًا مباركًا».
———————————————————-
لمن يرغب بالاطلاع على النصّ الكامل للرسالة البابويّة العامة، الرجاء الضغط على الرابط الآتي: