شربل غانم
على أرض لبنان، تمّت أولى آيات يسوع المسيح (يو 2: 1-12). وفي ربوعه، عاش البطاركة القديسون، منهم قدّموا حياتهم محرقة في سنين الاضطهاد من أجل شعبهم، وآخرون عاشوا في زمن المجاعة، فوقفوا مع المعوزين في الحرب العالميّة الأولى، ومنهم من أسّسوا رهبانيّات وثبّتوا قوانينها ومنها عبقت رائحة القداسة، فرفعت على مذابح الربّ قديسين وطوباويين، ومنهم من تجلّت قداستهم بالصمت والصلاة والعمل والخدمة والتضحية في سبيل المسيح، سجين بيت القربان.
نعم، إن لبنان الإيمان لا يزال صامدًا بشفاعة قديسيه وصلاة مؤمنيه المرتفعة كالبخور أمام عرش الربّ…
منذ القدم، تُروى أرض لبنان بدماء الشهداء والقديسين، وما زالت ترتوي من دماء شهداء اليوم، وستظل ذكراهم مرتفعة كالأرز على قمم الجبال. هذا تاريخ شرقنا المجبول بالدم وهويّتنا في العالم، وسنسير دومًا على خطى يسوع المسيح.