كيارا لوبيك
عندما تريد أن تسافر، والحياة رحلة سفر، تبقى هادئًا على مقعدك. لا تفكّر في السير إلى الأمام أو الوراء في عربة القطار.
لو فعلت ذلك، لكانت حالك كحال الذين يعيشون حياتهم وهم يحلمون بمستقبل لم يأتِ بعد أو أنهم يفكّرون بماضٍ لن يعود. فالزمن يمشي ولا سيطرة لنا عليه. المهمّ أن نبقى مقيمين في الوقت الحاضر لنتوصّل إلى عيش حياتنا بصورة جيّدة وصحيحة. لكنك قد تسأل: كيف أميّز بين مشيئتي ومشيئة الله؟
ليس من الصعب أن نعرف مشيئة الله في اللحظة الحاضرة. إن أصغيت إلى ما في داخلك، ستسمع صوتًا، ربما تكون قد خنقته مرّات عدّة حتى بات غير مسموع. ولكن أصغِ إليه جيّدًا، إنه صوت الله يقول لك: الآن هو وقت للدرس أو وقت لتحبّ من هو بحاجة إليك أو لتقوم بعملك أو تطرد تجربة ما أو تجابه بشجاعة مواقف صعبة تعترضك.
أصغِ، أصغِ، ولا تُسكت هذا الصوت. إنه أثمن ما تملك، فاتبعه. وهكذا، لحظة تلو الأخرى، ستبني تاريخ حياتك، تاريخًا إنسانيًّا وإلهيًّا في آن لأنك ستصنعه بمعيّة الله، وستعاين العجائب، وسترى ما يستطيع أن يفعله الله في قلب إنسان يصلّي من خلال عيشه اليومي: لا تكن مشيئتي بل مشيئتك (لو 22: 42).