البابا يوحنا بولس الثاني
إذا شارك الإنسان في آلام المسيح، فلأن المسيح فتح آلامه للإنسان، لأنه هو في آلامه الفادية اشترك نوعًا ما في كل الآلام البشريّة. والإنسان لدى اكتشافه بالإيمان آلام المسيح الفادية، يكتشف في الوقت عينه فيها آلامه الخاصّة، ويجدها بفضل الإيمان، وقد اغتنت بمحتوى ومعنى جديدين. وهذا الاكتشاف أوحى إلى بولس الرسول هذه العبارات البليغة في رسالته إلى الغلاطيين، وهي: “مع المسيح صلبت: فلست الآن أنا الحيّ، بل المسيح هو الحيّ فيّ. وإن كنت الآن أحيا بالجسد، فأنا حيّ بإيمان ابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه دوني”.
إن صليب المسيح يلقي على الأخصّ نورًا خلاصيًّا ساطعًا في حياة الإنسان وفي ألمه لأنه ينفذ إلى الإنسان عبر الإيمان، وفي الوقت عينه، عبر القيامة: إن سرّ الآلام يكمن في السرّ الفصحي، وشهود آلام المسيح هم شهود قيامته. وهذا ما كتبه القديس بولس: “أعرف يسوع وقوّة قيامته، وأشترك في آلامه، وأتشبّه بموته، لعلّي أستطيع بلوغ القيامة من بين الأموات”.
رسالة “الألم الخلاصي” (1984)