البابا فرنسيس
شيطان الحزن شيطانٌ متخفٍّ. وصفه آباء الصحراء بأنّه دودة القلب التي تأكل وتُفرغ من يستضيفها. هذه الصورة جميلة، وتجعلنا نفهم. إذن، ماذا عليَّ أن أصنع عندما أكون حزينًا؟ توقّف وانظر: هل هو حزن جيّد أم هل هو حزنٌ غير جيّد؟ وتصرّف بحسب طبيعة الحزن. لا تنسوا أنّ الحزن يمكن أن يكون أمرًا سيّئًا جدًّا، والذي يقودنا إلى التشاؤم، وإلى الأنانيّة التي يصعب علاجها.
أيّها الإخوة والأخوات، علينا أن نتنبّه من هذا الحزن، وأن نفكّر في أنّ يسوع يحمل إلينا فرح القيامة من بين الأموات. مهما كانت الحياة مليئة بالتناقضات، والرغبات المنهزمة، والأحلام التي لم تتحقّق، والصداقات المفقودة، يمكننا أن نثق أنّ كل شيء سَيَخلُص بفضل قيامة يسوع من بين الأموات. لم يَقُم يسوع من بين الأموات من أجل نفسه فقط، بل من أجلنا أيضًا، ولكي يخلِّص ويعيد كل السعادة التي لم تتحقّق في حياتنا. الإيمان يطرد الخوف، وقيامة المسيح من بين الأموات تزيل الحزن مثل الحجر عن القبر. كل يومٍ من أيّام المسيحي هي تمرين على القيامة من بين الأموات.
قال جورج برنانوس، على لسان كاهن رعيّة تورسي، في روايته الشهيرة يوميّات كاهن من الريف: «الكنيسة تعطي الفرح، كل هذا الفرح المخصّص لهذا العالم الحزين. ما فعلتموه ضدّها، فعلتموه ضد الفرح». وترك لنا كاتب فرنسي آخر، ليون بلوا، هذه الجملة الرائعة: «هناك حزن واحد فقط… وهو ألا نكون قديسين». ليساعدنا روح يسوع القائم من بين الأموات لنتغلّب على الحزن بالقداسة!
المصدر: فاتيكان نيوز
مقتطفات من كلمة البابا فرنسيس في المقابلة العامّة الأسبوعيّة (7 شباط 2024)