د. غسان حنا ونيكول طعمة
بعد الاحتفال بذكرى ولادة يسوع، يتجدّد السؤال في قلوبنا: كيف نحوّل كل يوم إلى ميلاد؟ كيف نجعل من كل لحظة فرصة لنشر نور المسيح على الأرض؟ لنجيب عن هذا السؤال، لنتأمّل في كلمات كيارا لوبيك التي تلهمنا بحكمتها: «الميلاد! نريد أن لا تغرب شمس هذا اليوم أبدًا. علّمنا، يا ربّ، أن نجعل حضورك الروحي دائمًا بين البشر».
إنّ جوهر الميلاد يكمن في حضور الله بيننا وتجسُّد محبّته في حياتنا اليوميّة. فإذا استطعنا أن نحافظ على هذا الحضور الروحي، نكون قد حقّقنا الميلاد يومًا بعد يوم. هذا لا يعني الاحتفاء بالمظاهر المادّية فحسب، بل إحياء روح الميلاد في أفعالنا ومواقفنا.
كيف نجعل الميلاد حاضرًا دائمًا؟
يمكننا أن نجعل روح الميلاد حاضرةً دومًا في حياتنا عبر 3 خطوات:
- إشعال نار المحبّة في قلوبنا: تقول كيارا لوبيك: «ليحرق حبّك المشتعل على الأرض قلوبنا، فنحبّ كما ترغب أنت». المحبّة هي المحور. إذا تمكّنا من أن نحبّ كما أحبّ يسوع المسيح، نكون قد بدأنا بتجسيد روح الميلاد في حياتنا وحياة الآخرين.
- الحضور الحقيقي مع الآخر: الميلاد هو زمن اللقاء، لكنه لا يقتصر على ذلك. الوجود الحقيقي يعني أن نعيش إلى جانب الآخر بقلوب منفتحة، ونصغي إلى احتياجاته، ونمدّ يد العون حيثما استطعنا.
- التجديد الروحي المستمر: لا يمكن أن يبقى الميلاد حدثًا عابرًا في السنة. يجب أن يكون دافعًا لتجديد الروح يوميًّا من خلال الصلاة والتأمّل في كلام الله، والعمل بما يعلّمنا إيّاه.
كل يوم ميلاد متجدّد
إنّ المحبّة الحقيقيّة هي المفتاح. عندما نحبّ، نخلق مساحة لله ليكون حاضرًا بيننا. تقول كيارا: «إن أحببنا، سيكون كل يوم ميلادًا». وهذا ما يدعونا إليه المسيح: أن نحبّ بلا شروط، وأن نزرع السلام والفرح في كل مكان.
لنعتبر كلمات كيارا لوبيك اليوم دعوة إلى التأمّل والعمل. لنشعل نار المحبّة في قلوبنا، ولنكن سببًا لنشر النور والدفء في العالم. هكذا، يتحوّل الميلاد إلى نمط حياة نعيشه في كل يوم. لنصغِ إلى دعوة الله، ونجعل حضوره الروحي دائمًا في حياتنا، كي نعيش الميلاد على مدار السنة.