البابا فرنسيس
عندما يقع رجل وامرأة في الحبّ، يقدّم لهما الله هديّة: الزواج. عطيّة رائعة تحتوي على قوّة المحبّة الإلهيّة: قويّة، دائمة، أمينة، قادرة على التعافي من بعد كلّ فشل أو هشاشة. إن الزواج ليس إجراءً شكليًّا يجب الوفاء به. أنت لا تتزوّج لكي تكون كاثوليكيًّا «مع دمغة»، أو طاعة لقاعدة، أو لأن الكنيسة تقول ذلك؛ نتزوّج لأننا نريد أن نبني الزواج على محبّة المسيح الراسخة كالصخر. في الزواج، يهب المسيح نفسه لكم، لتكون لديكم القوّة لكي تعطوا ذواتكم لبعضكم البعض. تشجّعوا، إذن، الحياة العائليّة ليست مهمّة مستحيلة! بنعمة السرّ، يجعلها الله رحلة رائعة نقوم بها معه، وأبدًا بمفردنا. العائلة ليست مثالًا جميلًا بعيد المنال في الواقع لأن الله يضمن وجوده في الزواج وفي العائلة، ليس فقط في يوم الزفاف وإنما لمدى الحياة. وهو يعضدكم كل يوم في مسيرتكم.
كل عائلة لديها رسالة عليها أن تحقّقها في العالم، شهادة عليها أن تقدّمها. نحن المعمَّدون، بشكل خاصّ، مدعوّون لكي نكون رسالة تتمثّل في أن الروح القدس يستمدّ من غنى يسوع المسيح ويعطيه لشعبه. لهذا أقترح أن تطرحوا على أنفسكم هذا السؤال: ما هي الكلمة التي يريد الربّ أن يقولها من خلال حياتنا للأشخاص الذين نلتقي بهم؟ ما هي “الخطوة الإضافيّة” التي يطلبها من عائلتنا اليوم؟ ضعوا أنفسكم في الإصغاء، واسمحوا له أن يحوّلكم لكي تتمكّنوا أنتم أيضًا من أن تحوّلوا العالم وتجعلوه “بيتًا” للذين يحتاجون للضيافة، والذين يحتاجون لأن يلتقوا بالمسيح ويشعروا بأنهم محبوبون. علينا أن نعيش وأعيننا موجّهة نحو السماء: كما كان الطوباويّان ماريا ولويجي بلتراميه كواتروكي يقولان لأبنائهما بأن يواجهوا تعب الحياة وأفراحها «وهم ينظرون دائمًا من السقف وإلى أعلى». سيروا قدمًا بشجاعة وفرح.
المصدر: فاتيكان نيوز
مقتطفات من كلمة البابا فرنسيس في افتتاح اللقاء العالمي العاشر للعائلات (حزيران 2022)