باسمة بو سرحال
كرّستُ حياتي للشبيبة، واهتممتُ بالفقراء والسجناء والمرضى والأيتام وأطفال الشوارع، وعلّمتهم بنعمة الروح القدس. أنا دون بوسكو، شفيع الشباب والطلاب، وهذه قصّتي مع يسوع المسيح.
———————————————————-
«أعطني النفوس وخذ الباقي» أربع كلمات اختصرت روحانيّة قديس، واعتمدها شعارًا في خلال مسيرته على الأرض قبل أن تحتضنه السماء وتسجّله الكنيسة في رزنامتها، واحدًا من عظمائها.
إنّه القديس يوحنا بوسكو الذي أبصر النور في قرية بيكّي القريبة من مدينة تورينو الإيطاليّة في 16 آب 1815.
اهتمّت والدته بتربيته منذ صغره، بعدما فارق والده الحياة، واضطر إلى العمل باكرًا لمتابعة دروسه.
رُسِمَ كاهنًا في 5 حزيران 1841، وكان في السادسة والعشرين من عمره، متعهّدًا بأن يكون في خدمة الشبيبة المحرومة.
عشق القربان المقدّس وحضّ الشباب على المشاركة في الذبيحة الإلهيّة وخلاص نفوسهم من خلال الصلاة. وأسّس الجمعيّة السالسيّة لمساعدتهم، تيمُّنًا بشفيعها القديس فرنسيس دي سال.
كما أسّس دون بوسكو مع القديسة ماريا مادزاريللو جمعيّة بنات مريم أمّ المعونة، مردّدًا دومًا: «ثقوا بمريم سيّدة المعونة وسترون المعجزات».
عام 1876، أسّس جمعيّة السالزيان المعاونين، وهم علمانيّون ملتزمون بخدمات مختلفة في سبيل الشباب الذين تعلّموا منه ملاقاة الله في حياتهم اليوميّة وفي أثناء مزاولة أعمالهم.
«الدين وحده مصدر التربية وكمالها»، أجمل أقوال دون بوسكو الذي توفي في 31 كانون الثاني 1888.
ثلاثٌ وسبعون سنة أمضاها دون بوسكو بالصلاة ومساعدة الفقراء، حاصدًا حبّ الشباب له بعدما عرّفهم على الربّ وسلّحهم بقدرات مهنيّة وتقنيّة عالية، حتى إنّه لُقِّبَ بـ«أمير التربية».
أعلن البابا بيوس الحادي عشر يوحنا بوسكو قديسًا في 1 نيسان 1934.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس دون بوسكو في 31 كانون الثاني من كل عام، طالبةً شفاعته من أجل إرشاد الشبيبة نحو محبّة يسوع المسيح والكنيسة.
———————————————————-
أيها القديس يوحنا بوسكو، حبيب الشباب وسندهم، نطلب شفاعتك في هذا الزمن العصيب من أجلهم ليكونوا خميرةً صالحةً للبشريّة جمعاء.