باسمة بو سرحال
حاولوا زعزعة إيماني، ففشلوا. شوّهوا جسدي، فلم آبه لما اقترفته أيديهم، وتشبّثتُ بمسيحيّتي حتى الاستشهاد. أنا التي تخلّيتُ عن أمجاد الأرض حبًّا بيسوع. أنا القديسة آغاثا، وهذه قصّتي مع يسوع المسيح.
———————————————————-
آغاثا، اسمٌ على مسمّى؛ هي الفتاة الصالحة بحسب اللغة اليونانيّة. أبصرت النور عام 231 في مدينة كاتانيا الإيطاليّة، في كنف عائلة مسيحيّة من عائلات النبلاء الرومان.
منذ الخامسة عشرة من عمرها، قرّرت آغاثا تكريس حياتها ليسوع المسيح وخدمة الكنيسة.
جمالها الساحر جعلها محط أنظار الجميع، فرغب رجالٌ كثيرون بالتقرّب منها، أبرزهم الحاكم الروماني كنتيانوس الذي رفضته. فأرسلها إلى بيتٍ للدعارة تمتلكه امرأة شريرة تُدعى أفردوسيا. أكدت الأخيرة للحاكم ثبات آغاثا في إيمانها، فوضعها في السجن بحجّة أنّها مسيحيّة. ثم، بدأ بتعذيبها علّها تبدّل رأيها، لكنها أبت الخضوع لأهوائه، فأمر بقطع ثدييها قبل إعادتها إلى السجن.
قيل إنّ القديس بطرس ظهر لها في منتصف الليل وشفاها باسم يسوع المسيح. حينها، صبّ الحاكم جام غضبه على آغاثا، فرُمِيَت في النيران الملتهبة حتى نالت إكليل الشهادة في العشرين من عمرها عام 251.
كما روى مؤرّخون أيضًا، أنّ بركان «إتنا» قرب مدينة كاتانيا ثار وقذف حممًا على مسافة كبيرة وصل بعضها إلى القرى المجاورة، بعد سنة من موت آغاثا. فتهافت المؤمنون إلى قبرها متضرّعين إليها، وما هي إلا لحظات حتى هدأ البركان. منذ ذلك الوقت، أضحت القديسة آغاثا شفيعة إيطاليا ومالطا ودول عدّة.
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار القديسة آغاثا في 5 شباط من كل عام، وتعتبرها شفيعة المُقبلين على الاستشهاد ومريضات سرطان الثدي، والمرضعات، وصانعي أجراس الكنائس، والمُحاصَرين في الحرائق.
———————————————————-
أيتها القديسة آغاثا، ليكن استشهادك طريق خلاص لعديمي الإيمان، ونورًا ساطعًا على الأرض كما في السماء.