البابا فرنسيس
أيها الشباب، أنتم لا تملكون بعد خبرة الكبار، لكنكم تملكون شيئًا قد فقدناه نحن الكبار أحيانًا. على سبيل المثال: مع مرور السنين، نحتاج نحن الكبار إلى نظارات لأننا فقدنا بصرنا أو أحيانًا قد نصبح صُمًّا قليلًا لأننا قد فقدنا سمعنا أو في كثير من الأحيان، تجعلنا عادة الحياة نفقد “الحدس”، أما أنتم فتملكون “الحدس”.
لا تفقدوا هذا الحدس من فضلكم! لديكم حسٌّ داخلي للحقيقة والواقع وهذا شيء عظيم. الحدس الذي كان لدى يوحنا: ما إن رأى ذلك السيّد هناك الذي قال لهم: “ألقوا الشبكة إلى اليمين”، قال له حدسه: “إنه الربّ!” لقد كان يوحنا أصغر الرسل. أنتم أيضًا لديكم الحدس، فلا تفقدوه! تملكون الحدس لكي تقولوا: “هذا الأمر صحيح -وهذا ليس صحيحًا- وهذا الأمر ليس جيّدًا”؛ إنّه الحسُّ الداخلي لكي تجدوا الربّ، الحسُّ الداخلي للحقيقة.
أتمنّى أن يكون لديكم حدس يوحنا، وإنما أيضًا شجاعة بطرس. لقد كان بطرس شخصًا “مميّزًا” بعض الشيء: لقد أنكر يسوع ثلاث مرّات، ولكن بمجرّد أن قال يوحنا الأصغر: “إنه الربّ!” ألقى بنفسه في الماء ليذهب للقاء يسوع.
لا تخجلوا أبدًا من اندفاعات السخاء: لأن حدسكم سيقودكم إلى السخاء. ألقوا بأنفسكم في الحياة. قد يقول لي أحدكم: “ولكن يا أبتِ، أنا لا أعرف كيف أسبح، وأنا خائف من الحياة!” إن لم يكن لديك شخص يرافقك، ابحث عنه. لكن لا تخافوا من الحياة من فضلكم! بل خافوا من الموت، موت الروح، موت المستقبل، وانغلاق القلب: خافوا من هذا. ولكن لا تخافوا من الحياة، لا… الحياة جميلة، والحياة هي لكي نحياها ونعطيها للآخرين، والحياة هي لكي نشاركها مع الآخرين، وليس لكي نغلقها على نفسها.
عند الصعوبات، يدعو الأطفال أمّهم. ونحن أيضًا ندعو العذراء مريم أمّنا. فهي كانت تقريبًا في عمركم عندما قبلت دعوتها العجيبة لتكون والدة يسوع. فلتساعدكم هي لكي تجيبوا بالـ”هأنذا!” للربّ: “أنا هنا يا ربّ، ماذا عليَّ أن أفعل؟ أنا هنا لكي أفعل الخير، وأنمو بشكل جيّد، وأساعد الآخرين بحدسي”. لتعلّمكم العذراء مريم أمّنا، التي كانت في عمركم تقريبًا عندما نالت بشارة الملاك وحملت، أن تقولوا: “هأنذا!”، وألا تخافوا أبدًا. تشجّعوا وسيروا قدمًا! وليكن يسوع القائم من بين الأموات قوّة حياتكم: اذهبوا بسلام وكونوا سعداء!
المصدر: فاتيكان نيوز
مقتطفات من كلمة البابا فرنسيس إلى مئة ألف شاب في الفاتيكان (نيسان 2022)