الإكسرخوس الرسولي فادي بو شبل
هو ذاك الشاب الإيطالي الأصل الذي لم يعش أكثر من 15 عامًا، وقد حباه الله بالجمال الداخلي والخارجي. فوجهه النيّر، وابتسامته الصافية، وعيناه المرتفعتان نحو السماء، وقلبه المشتعل بحبّ يسوع وأمّه مريم، كلّها جعلته يجسّد في حياته ما كان يردّده: «يجب أن نعيش الفرادة الشخصيّة لإظهار غنى الله ومجده».
شُغِفَ بالتكنولوجيا، فكان عبقريًّا في مجالها. وأحبّ الرياضة والأصدقاء والحياة الاجتماعيّة، وساعد كل من احتاجه على اكتشاف حضور الله في حياته اليوميّة والاقتراب منه، وخدم الفقراء موزّعًا عليهم ما كان في حوزته. أحبّ الكنيسة ورأسها المنظور آنذاك البابا بنديكتوس السادس عشر وقدّم نفسه لأجلهما.
اختار القربان الأقدس ليكون له الأوتوستراد إلى السماء، كما كان يقول. وإذا كان السيّد والمعلّم قد قال الحق: «حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك» (مت 6: 21). فالطوباوي اكتشف الكنز الأغلى يسوع المسيح، ومكث وقتًا طويلًا أمامه هو الحاضر في سرّ القربان واشترك بحبٍّ كبير في سرّ المذبح، سرّ المحبّة الإلهيّة، ونشر من خلال ما جمع من عجائب للقربان الأقدس محبّة المسيح التي تفوق كل وصف…
لم يترك سبحة العذراء لأنّه اعتبرها السلّم الذي يقوده إلى السماء.
أحبّ القديسين، بينهم قديس لبنان مار شربل، بحسب ما شهدت أمّه أنطونيا يوم إعلان تطويبه…
عمل من خلال عالم الإنترنت، وهو لا يزال صغيرًا، على إيصال البشارة للذين يجوعون ويعطشون لمعرفة الحقّ.
أحبّ القديس فرنسيس وتأثر به، وتمنّى أن يُدفَن في أسيزي، فكان له ما أراد.
ترك لنا كلمات تصلح لأن تكون مدرسة لمن يبتغي عيش الكمال.
كارلو حاضر بيننا
أيّها الطوباوي كارلو، حضورك بيننا هو نعمة لشبيبتنا لأنّك تقودها بأقوالك ومثلك نحو الجوهر الذي يعطي المعنى الحقيقي لحياتها.
حضورك بيننا هو صرخة لإيقاظ عالم اليوم الذي يعيش في الأنانيّة والانغلاق والتقوقع، بخاصة عندما تعلّمنا أنّ «التعاسة تكمن في النظر إلى الذات، فيما السعادة تكمن في النظر إلى الله».
حضورك بيننا هو تذكير لنا بأنّنا سنقف يومًا أمام الله الذي أحبّنا ودعانا لنكون أمامه قديسين بلا عيب وكاملين في المحبّة.
حضورك بيننا يذكّرنا، كمؤمنين عمومًا ومكرّسين خصوصًا، بوجوب «أن يكون هدفنا في اللانهاية، وليس في النهاية. فاللانهاية هي وطننا، والسماء تنتظرنا منذ البدء».
حضورك بيننا هو جواب لكلّ أبٍ وأمّ فقدا حبيبًا بعمر مبكر، كما حصل مع مَن شبّهته بك الشاب الياس الخوري وأمثاله في انفجار بيروت أو في ظروف أخرى، بكلمات الكتاب المقدّس في سفر الحكمة: «أمّا الصدّيق، فإنّه وإن تَعَجَّلَهُ الموت، يستقر في الراحة لأنّه قد بلغ الكمال في أيّام قليلة، فكان مستوفيًا سنينَ كثيرة» (حك 4: 7-8).
فيا كارلو أكوتيس، تشفّع فينا!