أسرة تحرير «قلم غار»
صادق البابا فرنسيس اليوم على مراسيم إعلان قداسة الطوباوي كارلو أكوتيس، واعترف بالمعجزة الثانية المجترحة بشفاعته، إثر لقائه عميد دائرة دعاوى القديسين في الفاتيكان الكاردينال مارتشيلو سيميرارو.
الأعجوبة الثانية المُعترَف بها
اعترف الأب الأقدس بمعجزة شفاء شابة من كوستاريكا تُدعى فاليريا فالفيردي، تبلغ من العمر 21 عامًا وتدرس في فلورنسا بإيطاليا، سقطت عن دراجتها في 2 تمّوز 2022، وتعرّضت لإصابة خطرة في الرأس. نُقِلَت إلى المستشفى، حيث خضعت لعمليّة دقيقة في الجمجمة، وكانت حالتها حرجة.
بعد مرور 6 أيّام من وقوع الحادث، ذهبت ليليانا، والدة فاليريا، في رحلة حج إلى أسيزي للصلاة من أجل شفاء ابنتها عند ضريح الطوباوي كارلو. في اليوم عينه، بدأت الفتاة تتنفس من تلقاء نفسها. في اليوم التالي، استعادت قدرتها على النطق بصورة جزئيّة واستخدام أطرافها العلويّة.
في غضون 10 أيّام، خرجت فاليريا من وحدة العناية المركّزة، وخضعت لفحوص بيّنت زوال الكدمة النزفيّة في القشرة الدماغيّة.
خلافًا للتوقعات الطبّية، أمضت الشابة أسبوعًا واحدًا فقط في العلاج الطبيعي. وفي 2 أيلول 2022، أي بعد مرور شهرين إثر الحادث الذي تعرّضت له، ذهبت فاليريا مع والدتها في رحلة حج إلى ضريح كارلو أكوتيس في أسيزي للاحتفال بشفائها الكامل.
عُرِفَ كارلو أكوتيس (1991-2006) بعبادته الإفخارستيّا التي اعتبرها «الدرب نحو السماء»، وعمل على سلسلة من المواد الرقميّة الهادفة إلى التبشير والمتمحورة حول «المعجزات الإفخارستيّة»، ولم يقع في فخّ الزمن الذي عاش فيه بل سخّر طاقاته الفريدة لمجد اللّه.
اكتشف كارلو حبّ الله العظيم وجسّده في طفولته ومراهقته، وبشّر به عبر شبكة الإنترنت.
الاتحاد بيسوع مشروع حياة
دأب كارلو أكوتيس على المشاركة في القداس منذ تناوله قربانته الأولى، وأمضى يوميًّا ساعات أمام القربان المقدّس، وصلّى الورديّة، وشجّع المحيطين به على العمل من أجل الأبديّة لأنها موطننا الأخير.
عمل كارلو على البرمجيّات والفيديوهات واستحداث صفحات إلكترونيّة لرعيّته من أجل نشر كلمة اللّه.
بعد إصابته بسرطان الدم، قدّم آلامه إلى الربّ والبابا والكنيسة الجامعة، قائلًا: «أتّحد دومًا مع يسوع، هذا هو مشروعي في الحياة».
انتقل كارلو إلى الحياة الأبديّة في 12 تشرين الأوّل 2006.
المعجزة المُستنَد إليها في التطويب
استندت الكنيسة في ملفّ تطويب كارلو أكوتيس إلى معجزة شفاء فتى برازيلي يُدعى ماتيوس (6 سنوات) الذي وُلِدَ مصابًا بتشوّه في البنكرياس، ما حرمه من تناول الأطعمة الصلبة.
دفع وضع الفتى الصحّي المتأزّم كاهن رعيّته الأب مارتشيلو تينوريو إلى الدعوة لرفع الصلوات على نيّة شفائه، فوضع قطعة من كنزة كارلو عليه في 12 تشرين الأوّل 2013.
في اليوم التالي، بدأت صحّة ماتيوس تتحسّن، وأصبح قادرًا على تناوُل كل أنواع الأطعمة في حين بيّنت الفحوص التي أُجريت له أن البنكرياس أصبح طبيعيًّا، فكان الشفاء تامًّا، وعجز العلم عن تبريره.
كما اجتُرحت معجزات عدّة بشفاعة الطوباوي كارلو؛ نذكر منها واحدة حصلت في خلال حياته عندما رفع صلاته إلى عذراء بومباي على نيّة شفاء سيّدة كانت تعاني من ورم، فاستُجيبت تضرّعاته.
وتخبر والدته أنطونيا عن شفاء سيّدتين: الأولى حضرت جنازته، وصلّت عند ضريحه، فنالت الشفاء من ورم خبيث، والثانية أربعينيّة لم تُنجب، فطلبت شفاعة كارلو من أجل أن تُرزق بولد، فاستُجيبت ابتهالاتها واختبرت معنى الأمومة.
أعلن مجمع دعاوى القديسين كارلو مكرّمًا بعد الاعتراف بالأعجوبة التي حصلت بشفاعته في شباط 2020، وأُعْلِنَ طوباويًّا في بازيليك القديس فرنسيس-أسيزي في 10 تشرين الأوّل 2020.
كان كارلو أكوتيس يجيد استخدام شبكة الإنترنت إلى درجة اعتبره البابا فرنسيس، في رسالة وجّهها إلى شباب العالم، نموذجًا للقداسة الشبابيّة في العصر الرقمي.