ب. ب.
معلّمة للكنيسة، وشفيعة لروما أوّلًا، ولإيطاليا ثانيًا، ولأوروبا ثالثًا في حقبة القديس البابا يوحنا بولس الثاني.
أنا كاترين السيانيّة، وهذه المحطات الأبرز في حياتي على الأرض.
———————————————————-
وُلِدَت كاترين بيننكاسا في 25 آذار 1347 في مدينة سيينا الإيطاليّة حيث ما زال منزلها الوالدي موجودًا حتى يومنا الحالي، وهي الأخت التوأم لجيوفانا التي ماتت صغيرة بعد ولادة مبكرة لوالدتهما الأربعينيّة.
كانت كاترين طفلةً مرحة جدًّا، فأطلق عليها أهلها اسم «يوفروسين»، وهو اسم إغريقي قديم يعني الفرح.
عمل والدها «جياكومو» في صباغة الأقمشة، ووصف الجميع أمّها «لابا بياجينتي» بالمرأة الفاضلة.
في السادسة عشرة من عمرها، توفّيت أختها الكبرى «بونافينتورا» بينما كانت تلد طفلها. بعدئذٍ، علمت بأن والدَيْها يريدان تزويجها من زوج أختها المتوفاة، فرفضت الأمر وأضربت عن الطعام وقصّت شعرها الطويل، رغبةً منها في التكرّس وعدم قبول الزواج.
كاترين، الإنسانة التقيّة والمُحِبَّة منذ صغرها، تسلّحت بقوّة عظيمة من خلال رؤى القديس دومينيك، إلا أن رغبتها بالانضمام إلى رهبانيّته لم تلقَ أيّ تجاوب من أمّها التي سمحت لها في ما بعد بالانضمام إلى خادمات العذراء، وهي الرابطة المحلّية الدومينيكانيّة الثالثة.
بعد أيّام قليلة، ارتدت كاترين الثوب الأبيض والأسود للرهبانيّة لكنها عاشت خارج الدير في منزل عائلتها لأن الرهبنة الدومينيكانيّة الثالثة ضمّت آنذاك الأرامل فقط.
كاتبةٌ هي و«العلم الإلهي» أبرز كتبها، ومُلِمَّة بشؤون الكنيسة، ما دفع المسؤولين عنها والمحيطين بها إلى تكليفها بمهمّات عدّة، وهو أمر نادر جدًّا للمرأة في العصور الوسطى.
نجحت كاترين العظيمة في إخماد نار الثورة في فلورنسا، وتألمت كثيرًا من جراء الانشقاق الذي حصل في الكنيسة، فذهبت إلى البابا غريغوريوس الحادي عشر في مدينة أفينيون الفرنسيّة وأقنعته بالرجوع إلى روما التي احتضنت البابويّة مجدّدًا بعدما اتّخذت فرنسا مقرًّا لها على مدى 70 عامًا.
كرّمت كاترين مريم العذراء وأحبّت يسوع المسيح حبًّا لا يوصف. تراءى المسيح لكاترين عندما كان عمرها حوالى ست سنوات، جالسًا على عرش المجد وحوله الرسل بطرس وبولس ويوحنا، وفق معرّفها وكاتب سيرتها الأب ريموند من كابوا.
في العام 1375، تلقّت القديسة كاترين جروحات المسيح التي كانت تراها وحدها.
بعد مسيرة إيمانيّة قلّ نظيرها، انتقلت كاترين إلى المجد السماوي في 25 نيسان 1380، وهي لم تتجاوز الثالثة والثلاثين من عمرها. وأعلنها البابا بيوس الثاني قديسة في العام 1461.
كما دفع تعليمها العميق البابا بولس السادس إلى إعلانها معلّمة الكنيسة في العام 1970.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة كاترين السيانيّة في 29 نيسان من كل عام، وهي واحدة من أهمّ شفعاء أوروبا.
———————————————————-
أيتها القديسة الحبيبة كاترين، أغدقي نعمك علينا، وغذّي روحنا من فيض إيمانك، واجعلي حياتنا مليئة بالحبّ والفرح.